يتحدث صالح كقائد للتصحيح أيضاً، ويمتلك من النفس الطويل ما ّيحير الجميع بالطبع . فالحاصل انه يتغذى من مراكز قوى مهيمنة تتشارك معه قيمياً ، كما يتنافس معها على تخريب هذه البلد ليس إلا: مراكز قوى مهيمنة كانت ازدهرت فترة حكمه ولا تزال مزدهرة حتى اللحظة لتمنحه كافة أسباب وذرائع الاستمرار والنماء . وعوضاً عن أن يكون-وإياها- في قفص الاتهام الآن ، أو في حالة الاعتزال السياسي على الأقل، نراه يتجلد في الاتجاه نحو الأغراض الأكثر شراً . إنه يتقن لي عنق الوقائع والحقائق بمهارة استخفافية صفيقة .. ودون مراعاة لما خلفته مرحلة حكمه من موبقات همجية وكوارث على كافة الأصعدة بلا استثناء : يظهر في قناته « اليمن اليوم » كأنه الملاك الأول والأخير، و هاهو يتجذر ويبرر، كما يزعم ويناور. على أن مصلحته كمصلحة كل قوى الهيمنة والنفوذ-في النخبة العسكرية والقبلية والدينية والسياسية والتجارية الحاكمة التي أوصلت اليمن إلى الحضيض وزادت من إنهاك الشعب- بمافيها التي تحصنت معه وأغلبها صارت بقدرة الثورة المسروقة-التي حمته تماماً- قوى ثورية للأسف. والواضح أن أولئك جميعاً يتكاملون مع علي عبد الله صالح في نهب واقتسام الثروة وامتيازات السلطة، كما يتنافسون في التفوق الإجرامي والافسادي فقط . باختصار: تتوحد مصلحة صالح وأضداده -بالرغم من أي اختلاف قد طرأ بينه وبينهم مثلاً- في إخضاع المجتمع والدولة لشرطهما النفوذي المهيمن مهما كلف الأمر . وهكذا .. يتحدث صالح وكأنه رجل السلام والعدل والنزاهة والسداد والتنمية والمدنية والوطنية وصاحب المشروع النهضوي الحديث والخلاق والاستثنائي [email protected] رابط المقال على الفيس بوك