انقسمت الدراما اليمنية في رمضان هذا العام إلى قسمين الأول يدعونا للتفاؤل بمستقبل دراما جادة ومنافسة على اجتذاب المشاهدين، وهو ما يساعد فيه زيادة القنوات الفضائية اليمنية الخاصة والثاني يسير برتابة وبطيء ولا يتطور كثيرا. تحتفظ قناة السعيدة لنفسها بالمركز الأول بين كل القنوات في جميع برامجها وبدور البطل في الإنتاج الدرامي ، وهي تستمر للعام التالي بمنافسة نفسها بمسلسلين دراميين أولهما هو “همي همك” تأليف وإخراج فهد القرني وفلاح الجبوري ثم مسلسل “فرصة أخيرة” إخراج عمرو جمال واشترك مع عمر جمال في التأليف الروائي ياسر عبد الباقي والكاتب عمرو جمال مروان مفرق -مازن رفعت. كما يحتفظ مسلسل همي همك بمركزه باعتباره عملا شعبيا، وقد بلغ هذا العام سنته الخامسة وهو يكتسب ذلك لأسباب أهمّها سمعة الفنان فهد القرني الذي جاء من السياسة إلى الدراما ويحقق له حضوره الطاغي في الأولى حضورا في الثانية، وهو عامل لازال أصحاب العمل يعتمدون عليه حتى العمل الخامس لهمي همك. يستمر المتناغمان كما يقول أحدهما فهد القرني والجبوري في تقديم عمل غير متماسك من حيث النص الدرامي والإخراج، ففي كل الأجزاء ينجحون في الفكرة الرئيسية وأستطيع القول أنها أفكار مدهشة لكنهم يفشلون في كتابتها وإخراجها، ويبهرنا فهد القرني في حوارات له على قناة السعيدة بتكلفة الإنتاج لأنه بالفعل يتعدى الجهد المبذول في التأليف والإخراج وهذا يتضمن الأداء في التمثيل. وقد صرح الفنان حسن علوان بواحدة من المشاكل المزمنة التي تصاحب مسلسل همي همك أو قل ربما الثنائيان فهد القرني وفلاح الجبوري حيث قال إن بعض المشاهد كتبت في مواقع التصوير. كما أكد ذلك الفنان خالد الجبري وهو يتحدث عن دوره في المسلسل ويقول إن بعض الأبيات التي كان يرددها أخذها من جاره وبعضها من حامد الشميري مدير قناة السعيدة. إذن لسنا أمام سيناريو محترف إنما تجميع لا يستمر بروح واحدة. ومن الصعب تبرير طريقتهم بفكرة كتابة سيناريو مشترك بين مجموعة من الكتاب، فهذا يحتاج ورشة عمل متكاملة متواصلة يستطيع المؤلفون فيها العيش في جو القصة بأفكار متقاربة ونفسية واحدة، بعيدا عن الارتجال والبدائية. لم أقصد هنا إظهار الجانب السلبي في المسلسل فقط ورغم أنه سلبيات من وجهة نظري تنسف المسلسل لكن فكرة المسلسل وقصته التاريخية جديدة، كما أنه قدم نجوما جدداً كصالح العولقي، وقد تمنت إحدى المتصلات بقناة السعيدة من مخرج “همي همك” أن يمنح البطولة بدلا عن فهد القرني وهي ملاحظة أوافقها عليها. في الدراما عليك أنت تختار بين ، تقديم الأشخاص أو تقديم عمل فني لا ينساه الناس، وبين أن تفصل نصا على مقاس الفنان أو أن تفصَّل فنانا على مقاس النص. الفنان عامر البوصي فنان يمتلك قدرات أظهرها في “همي همك” وفي المقابل يستسهل صلاح الوافي عمله كممثل فهو كما يبدو لي ممثل لا يشتغل على نفسه ويستسهل التمثيل دون جهد يذكر. رابط المقال على الفيس بوك