أرجع بعض الكتّاب والصحافيين والمتابعين للأحداث التي شهدتها مصر الشقيقة سبب الإفراج عن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك إلى «الانقلاب» كما يسمّونه الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وقالوا أيضاً إن «الثورة المضادة» التي قادها الانقلابيون من الفلول ومن ضمنهم الجيش المصري قضت على ثورة 25 يناير التي قادها الإخوان المسلمون، والهدف إعادة النظام السابق إلى السلطة مرة أخرى. هذه التحليلات تصدر من كتّاب وصحافيين ومتابعين للأحداث المصرية وليست من مواطنين عاديين ينظرون أو يقرأون لما يحدث من منظار ضيق ويذهبون صوب إطلاق مثل هذه «التحليلات» دون متابعة حصيفة وبعيداً عن القراءة الواقعية والعقلانية المتوازنة. ليس غريباً أن يذهب هؤلاء الكتّاب والمتابعون صوب الترويج لمثل هذه الاستنتاجات، كون ميولهم وتوجهاتهم معروفة ومعادية للإرادة الشعبية المصرية التي خرجت في الثلاثين من يونيو المنصرم للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وجماعته نتيجة الممارسات الإلغائية والإقصائية التي مارسوها ضد شركائهم في الحياة السياسية وضد التيارات الشعبية المختلفة، وانقلابهم على أهداف الثورة الشعبية في مصر التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. هؤلاء ظنّوا أن مثل هذه الكتابات البعيدة عن المصداقية ستدفع بالشعب المصري الذي وقف موحّداً في مطالبته برحيل حكم المرشد إلى الانقسام ومن ثم إلى مواجهات شعبية بين التيارات الشعبية بعضها بعضاً من جهة، وبينها وبين الجيش من جهة أخرى، والوصول إلى الغاية التي يخطط لها الإخوان وهي التأكيد على أن هناك انقلاباً قاده الجيش ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وإظهار أن ما حدث هو ثورة مضادة قادها «الفلول» وكانت نتيجتها الإفراج عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك..!!. المشكلة لدى هؤلاء الكتّاب والمحلّلين أنهم لم يدركوا بعد أن زمن استغفال الشعوب قد ولّى، وأن الشعوب أصبحت أكثر وعياً بما يحدث وبمن يعمل من أجل الانتصار لآمالها وطموحاتها، وبين من يدّعي ذلك كذباً وزوراً هدفاً في الهيمنة والاستحواذ والأخونة..!. والمشكلة لدى هؤلاء أيضاً أنهم مازالوا يحرّفون الكلام عن مواضعه، ويذهبون صوب اصطناع أحداث، وتأليف حكاوى وقصص خيالية، أو تحريف ما حدث وبطريقة استفزازية هدفها إثارة الخارج ضد الشعب المصري وضد جيشه وضد كل شيء في مصر..!!. إن الإفراج عن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك لا علاقة له بالأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً وأدّت إلى الإطاحة بحكم الإخوان؛ وإنما جاء بحكم قضائي، وبعد أن تمت محاكمته في العديد من القضايا التي أثبت القضاء براءته منها، كما أن الإفراج عنه جاء تقديراً لوضعه الصحي والحالة الإنسانية التي يعيشها، ومع ذلك لايزال يُحاكم بعدة قضايا منظورة أمام المحاكم ويخضع للإقامة الجبرية، وإذا ما أدين في تلك القضايا فلابد أن يعود إلى سجنه مرة أخرى، فالقضاء المصري هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في مبارك ومرسي وغيرهما. ولا شك أن ذهاب هؤلاء الكتّاب إلى الربط بين الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم الإخوان وإطلاق الرئيس الأسبق مبارك من سجنه ليس الهدف منه كما قلنا سوى التشكيك بالإرادة الشعبية المصرية والتحريض على الجيش المصري والطعن بنزاهة القضاء الذي كان مرسي يحاول التدخُّل في قراراته والتأثير عليه. إن ما يكتبه هؤلاء هو بدافع التعصُّب الحزبي البعيد عن أمانة الكلمة والمهنية الصحفية، وتضليل البسطاء بمعلومات مجافية للحقيقة والواقع. ويكفي أن الشعب المصري، رغم حملة التضليل التي تشنها بعض الوسائل الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين ومناصريهم على يقين بسلامة التوجُّه الذي تسير عليه مصر اليوم، وأن الجيش المصري سيبقى صمام أمان لكل المصريين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك