خلال فترة التحولات العالمية والشرق أوسطية، وفي البلاد العربية، ومن قبل ذلك ..نجد الغرب الأمريكي والأوروبي لا يكف عن التدخل في شؤون الشعوب الداخلية تحت أعذار وحجج واهية وزائفة، مثل الديمقراطية، وحماية الحريات والحقوق التي يدعي الغرب الوصاية والحارس الأمين عليها...وفي كل الأحوال أياً كانت المبررات، والأعذار فإن التدخلات الغربية في شؤون الشعوب الداخلية تعتبر انتهاكاً للمواثيق والقوانين الدولية.وخاصة إذا علمنا أن الغرب وخلال ستة عقود مضت لم يكن تدخله في هذا البلد، أو ذاك، تدخلاً نزيهاً، وشريفاً، وبهدف الخير ..بقدر ما هو تدخل تآمري عدواني يهدف إلى العبث بأمن وسلام واستقرار الشعوب، وإسقاط أنظمتها الوطنية، وإثارة الفتن، والحروب الأهلية بين الشعوب، وتدمير الدولة الوطنية...وتدمير ما تحقق للبلدان من منجزات في ظل حركة التحرر العالمية، وحركة الثورة العربية ليعيدها إلى ما قبل ستين سنة مضت، ومن أهم ما تستهدفه الدول الغربية تدمير الجيوش، وقوات الأمن والشرطة، و فكفكتها وذلك لإضعاف هذه الدول وعجزها عن الدفاع عن نفسها ووحدتها سعياً إلى تقسيمها وتمزيقها إلى دويلات عرقية، ومذهبية وطائفية وجهوية تعتمد على الحمايات الأجنبية الغربية. صحيح أن الأجواء، والأوضاع العربية الإسلامية خلال عقدين من الزمن، قد مكنت الأمريكان والأوروبيين والصهاينة من التدخلات المهينة في الوطن العربي لضرب الأنظمة الوطنية، وتدمير الجيوش العربية.. إلا أن الغرب والصهاينة لم يدركوا أن تدخلاتهم مرفوضة وأنها سوف تفشل في يوم ما أمام المناهضة الشعبية وحركة الممانعة والمقاومة العربية الإسلامية وسوف يفشل ويسقط المشروع الأمريكي الصهيوني في الشرق الأوسط وأن ثورة عربية شاملة سوف تأتي من جديد لمواجهة الرأسمالية الغربية المتوحشة التي رسمت مخططاتها لإدخال الوطن العربي والإسلامي في دوامة الفوضى الخلاقة، والفتن المذهبية الطائفية، حتى فشل المشروع في اليمن، وتمت مواجهته في سورية بقوة وحزم لتأتي الضربة القاصمة للمشروع الأمريكي الصهيوني من مصر في ثورة 30 يونيو وإسقاط الإخوان في 3 يوليو والتي لم يستوعبها النظام الرأسمالي الغربي الصهيوني المتوحش. وقد أدت ثورة شعب مصر في 30 يونيه و 3 يوليو إلى صحوة عربية ويقظة غير عادية فانبرى الملك عبدالله في السعودية لدعم ثورة مصر، وتبعته الإمارات والبحرين والكويت والعراق والأردن.. والذين تحملوا كل احتياجات مصر، بل ودعوا الغرب إلى عدم التدخل في شؤون مصر الداخلية إن الغرب بثورة يونيه المصرية وتدخلاته بدأ يخسر المنطقة العربية الإسلامية وسوف تتعرض مصالحه للكثير من المشاكل نتيجة لتدخلاته الغبية الحمقاء في شؤون الشعوب. رابط المقال على الفيس بوك