«46» فجيعة أقف على بعد عامٍ من الفجيعة، ولا أجد الخلاصٍ، هذا الانتظار ممتلئ بأكاذيب الساسة ودجل المتدينين، والعواء الضال، المهم لا وطن سندخله عما قريب، ولا إنسان سيولد من بين أصابع القتلة. تهيئة علّموا زعماءكم السقوط، والهروب، وروائح السجون، فإنها تقيكم افتراس الكلاب، وسفاهة الأعراب، وغباوة السباب، وما من أحدٍ ركب على ظهر أخيه، فطغى وتجبر، ورعدد وزمجر، وبطش وأنكر، إلا ومسّه قسطٌ من هذا. مقبرة الدين، قد يغدو مقبرة كبيرة لآلافٍ من الرؤوس المنهوبةِ، بالترغيب والترهيب والجهل. فرحة ليس شرطاً أن تكون الفرحة وطنية خالصة، قد تتلبس لحظة الانكسار التي نخرج فيها من الحزن. شغف اليمنيون شغوفون ومشغولون بالمصائب التي يشهدها العالم، لكن لا أحد يلتفت إلينا وينشغل بمصائبنا الوطنية. بكاء البكاء على رابعة، هو ذات البكاء على كربلاء، إنها لعنة التاريخ تحاصرنا، وتجدّد نفسها بأدوات وشخوصٍ معممين. هزل حتى العدالة الاجتماعية لم تسلم من أذى السياسة، فعقد لها اليسار مؤتمراً هزيلاً. بلادة لا أظن أن مهمة الإخوان الآن إلهاء الناس، عما يجري من استعدادات لضرب سوريا، فقط إنهم شغوفون بخطابات البلتاجي المسجلة، حد البلادة. تلازُم الوطنية المفرطة، والإسلام السياسي، صنوان متلازمان، في صناعة الديكتاتوريات العربية، وتدمير الأوطان. تضحية يستطيع بشار الأسد، التضحية بنفسه من أجل شعبه، ومغادرة كرسيه اللعين، علَّه ينأى ببلده وشعبه بعيداً عن الدمار. تشابه اليسار يشبه اليمين أحياناً، من حيث اللون والطعم والقاعدة. إنقاذ من يحمينا من هذا العشق الإيراني المتأخر، كخناجر هولاكو، من ينقذنا من هذا الهوس الإخواني المجنون بخيبتنا، والعابث بالدين وبالأسماء الحسنى..؟!. إيران يبدو أن صوت إيران بدأ بالتلاشي مبكراً، قُبيل الضربة الأمريكية المنتظرة لسوريا، وبدأ موقفها الثوري والتهديدي يذهب أدراج الرياح، فقط إنه ذات الموقف قبيل احتلال العراق، والأمر لا علاقة لها بغبائنا العربي. دمشق دمشق في انتظار الدمار، والفتوى المستأجرة انتصرت أخيراً على الدم العربي. سعال أُصاب بكِ كسعالٍ حاد، لكني أدخلكِ مستغفراً، فأُرمى في النار. رفض يرفضني الموت ككل الأشياء الميتة مسبقاً، آهٍ من يساعدني على عبور هذه المحنة، ولو لمرةٍ، واحدة..؟!. نقيض نحن أشياء تافهة جداً في هذا العالم، فلماذا ندّعي الكمال والجمال، ونحن نفيض بالقبح..؟!. توهان منذ أعوام وأنتِ تنفخين قلبكِ بقصيدتِه الشاردة، وتبحثين في رغبته الخادعة، عن ملجأٍ مرصّعٍ بالحنانِ لنهديكِ، والآن تتكسرين كشظايا لغويةٍ على أطرافه، وتستفيقين على توهانه الفاجع، ليتكِ كنتِيه ليومين فقط، ليعرف كيف يؤتى العشق من أبوابه السبعة، ويبدأ بالبكاء. علماء علماء الإخوان، لحومهم مسمومة، والعلماء الآخرون، لحومهم مُسَكَّرَة..!!. هدايا الحزن المنفوخ فينا كسرطانٍ حكومي، يوجعنا جداً، ويسلمنا إلى قتلتنا كهدايا أعياد الميلاد. رابط المقال على الفيس بوك