يبدو أن المشهد اليمني في إطار إعادة التشكيل مرة أخرى بعد أن كنا نظن أننا تجاوزنا مرحلة الخطر واقتربنا من الحلول النهائية، فما حدث مؤخراً من شد وجذب وهرج ومرج في إقامة فعاليات مؤتمر الشباب يعد ظاهرة صحية قد تحدث في أي مجتمع قريب منا أو بعيد.. لكن الذي لم نكن نتوقعه نحن هو التنافر غير المحمود بين مكونات شباب أحزاب المشترك، كون الحالة الثورية على الساحة اليمنية لم تكن لتصل إلى تلك الدرجة من بروز الخلافات وإقامة مؤتمر الشباب وآخر لما يطلق عليه شباب اليسار، بينما هناك من الشباب المستقل من ظل خارج إطار اللعبة يصرخ بعيداً لا مع هؤلاء ولا مع أولئك، وهذا الوضع - حسب اعتقادي - يرسم الصورة الحقيقية للمشهد اليمني الذي لم يبنَ على استراتيجية وطنية شاملة تؤطر فيه كافة المكونات الشبابية حزبية ومستقلة وتحت مشروع وطني جامع تلتف حوله كل المكونات الشبابية، وحتى في حال بروز أو ظهور بعض الخلافات أو التباينات البسيطة يتم احتواؤها في إطار الرؤية الشاملة أو الجامعة للمشروع الوطني.. ونزعم أنه لا وجود لرؤية وطنية جامعة حتى الآن ولأسباب حالت القطيعة بين بعض المكونات الحزبية على الساحة (الأحزاب السياسية) فتم إسقاط تلك الحالة على المكونات الشبابية وبلا وعي، لتبرز مؤخراً الهوة التي تفصل بين القوى والمكونات الجمعية، وهذا قد يؤدي إلى تنافر واختلافات وبوادر نشوء انشقاقات كبيرة إن لم يتم السيطرة على الفجوة التي برزت فجأة وفي توقيت حساس وخطير... حقيقة إن الربيع العربي لم يكن حالة عابرة سرعان ما يخفت بريقها بل إن الوقائع والأحداث الماثلة أمامنا غير واضحة المعالم ,مؤتمر للشباب ينظمه تجمع الإصلاح وبعض المكونات الشبابية وفي نفس الوقت الحزب الاشتراكي وبعض القوى القومية أو ما يطلق عليها قوى اليسار تنظم مؤتمراً للشباب فيما ترتفع أصوات شبابية هنا وهناك عبر وسائل الإعلام المجتمعية تتحدث عن إقصاء وتهميش واحتكار واحتواء و... الخ .هذا في الوقت الذي كان يفترض أن يتم إعادة قراءة المشهد المحلي وبلغة واضحة وبشفافية كاملة والاستفادة على الأقل من المتغيرات الطارئة.. إن من تصدروا المشهد الإعلامي أثناء ثورة فبراير هم قلة تم انتقاؤهم وفقاً لشروط معينة ولأسباب ربما ليست خافية على أحد، بل الكل يدرك الأسباب والأهداف التي دفعت بالبعض للواجهة وحجبت البعض الآخر بقصد أو بدون قصد.. ونحن هنا لسنا في موقع فرز أو إعادة فرز من كان مع الثورة ومن ضدها، لكن من باب الإنصاف نقولها وبلا حرج إن شباب الثورة اليمنية بكل أطيافهم حزبيين ومستقلين شباباً وشابات هم من أحدثوا هذا التغيير الذي نراه اليوم ومن الظلم عدم إنصافهم، ومن الظلم قطف ثمرة نجاحهم، ومن الظلم أيضاً وضع الحواجز والأشواك في طريقهم.. ثم إذا لم يتسلم شباب الثورة الراية وهم في عنفوان الشباب وفي الفترة التي يرون فيها أنهم في قمة الحيوية والنشاط، فمتى بربكم سيكون التغيير ومتى سيكون العطاء؟.. وأخيراً هل يدرك الأخوة في قيادات الأحزاب وخاصة القيادات الشبابية المغزى الحقيقي من بروز مثل هذه الخلافات وفي هذا التوقيت تحديداً؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك