متى سيعي بعض الناس أن التعبير الحقيقي عن الفرح ليس في رفع أصوات الأغاني عبر مكبرات الصوت لدرجة تصم الآذان؟ في وقت مبكر من الصباح تبدأ معاناة من تقع منازلهم في نفس الحي الذي يُقام فيه العُرس وتستمر هذه المعاناة طوال اليوم .. ويمتد صخب هذه الأفراح أسبوعاً في بعض الأحياء .. قلنا غير مرة: إننا لسنا ضد أن يفرح الآباء بأبنائهم وبناتهم فهذا حق مشروع للجميع ولكن ليس إلى الحد الذي يقض مضاجع الناس ويفقدهم صوابهم ..نتمنى أن يراعي هؤلاء مشاعر جيرانهم , فيخفضون تلك الأصوات الصاخبة قليلاً وإلا تحوّل هذا العرس إلى إزعاج يثير سخط الناس وتذمُّرهم, فأسوأ ما في هذه الأعراس أن أصحابها يبدأون إزعاجهم في وقت مبكّر من الصباح .. خاصة إذا أقيمت هذه الأعراس بالقرب من مشفى أو مدرسة .. فلك أن تتخيّل حجم معاناة المرضى والدارسين الذين تقع الأعراس بالقرب منهم ..هذه الظاهرة السيئة انتشرت كثيراً في مدينة تعز ولم نجد إلى الآن جهة قانونية تكبح جماحها أو تهذّبها قليلاً, فهي إزعاج إجباري على الجميع تحمُّله مكرهين , ويزداد الأمر سوءاً عندما لا يُحسن هؤلاء الناس اختيار أغانيهم المنطلقة عبر مكبرات الصوت , فجزء كبير من هذه الجوقة لا علاقة له بالفرح مطلقاً.. بل يزيد من مساحة الفوضى والقلق.. فالمسألة- أيّها الأعزاء - بحاجة إلى وقفة تقلّص انتشار هذه الظاهرة أو تعمل على تهذيبها ولا تبقى على النحو الذي نسمعه ونتجرَّع مرارته بشكل دائم .. فهل من حلٍّ يخلّصنا من جحيم هذه الأعراس ؟ أم كُتب علينا أن نُصغي لها مُكرهين على ذلك ؟ بالمناسبة كتبتُ هذه المقالة في الساعة الثانية عشرة ظهراً على هدير مكبّرات صوت ينطلق من مسافة غير بعيدة من هنا .. فالأصوات العالية طغت حتى على صوت المُؤذن.. حتى الأصوات التي تنادينا من خارج المنزل لا نسمعها إلا اذا ضغط أحدهم على جرس الباب .. فهل هناك معاناة أكثر من هذه ؟! رابط المقال على الفيس بوك