قبل يومين مرَّموكب عرس في حارة هبرة.. وفوجئ الموكب بستة أطقم عسكرية تعترض طريقه ليتم أخذ أحدضيوف العريس إلى قسم شرطة هبرة بحجة أنهم كانوا (يقرِّحوا طماش).. ستة أطقم تعترضموكب عرس لأجل (طماش)، هل هذا هو الإرهاب!! أصوات الطماشوالألعاب النارية صارت مظهراً من مظاهر الفرح في اليمن، كبديل لأصوات الرصاص الذيكان لا يخلو منه عرس.. وبالتأكيد أن ظاهرة الطماش مزعجة بعض الشيء لكنها أصبحت منلوازم الفرح في كلِّ البلدان العربية وليس في اليمن فقط، وإن تفاوتَ مستوى أصواتهذه الألعاب والمفرقعات، وكم نحن بحاجة إلى قانون يمنع هذه الظاهرة والاكتفاءبأضواء الألعاب النارية الصامتة التي لا تتسبَّب في إزعاج أحد. أن يتم اعتراضموكب العرس بستة أطقم عسكرية وأخذ واحد من ضيوف العريس إلى قسم الشرطة وبثّ القلقوالخوف في أوساط الناس يوم فرحهم فهذا ما لا يقبله عُرفٌ ولا قانون.. وهذا التصرفهو أكبر وأكثر مما قام به أصحاب العرس.. وكأن الدولة لا تجيد سوى تنغيص حياةالمواطنين حتى في أفراحهم !! هناك من يقومبقتل الناس في الشوارع.. وهناك من يطلق الرصاص ليلاً من فوق سطح منزله بعبثية،مطمئناً إلى غياب القانون، وهناك أناس كبار ونافذون يستخدمون في أعراسهم كلَّالأسلحة الخفيفة والمتوسطة دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منهم أو زجرهم أوالتقطُّع لموكب عرسهم، لأنهم يفعلون ما يشاءون.. لكن حين يحاول المواطن البسيط أنيعبر عن فرحه ويعلن عن فرحته بقليل من الطماش فإن هناك من سيوقفه عند حده وينغّصعليه فرحته ويقتاده إلى قسم الشرطة كما لو أنه مجرم أو فار من العدالة.. وفي هذهالحالات فإن الدولة جاهزة لهذا الفعل على طريقة النكتة التي تقول: (ما هذا يا سريعالغارات). لماذا لايلاحقون من يقوم بإطلاق الرصاص من أسلحة متوسطة وثقيلة.. ولماذا لا يلاحقون تجارالمفرقعات والطماش والألعاب النارية المرعبة !! وطالما أن هناكدولة مستيقظة فلماذا تسمح لهذه الأشياء بالدخول إلى البلاد سواء عبر المنافذالحدودية أو الموانئ.. هل هناك من يتغاضى ويقبض الثمن مقابل دخول كلِّ هذه البلاوي إلى البلاد !!