لا يخفى على أحد كيف أصبح القات مرتبطاً بحياة اليمنيين، فهو لم يعد مشكلة بل هو أكثر من مصيبة وأكبر من صديق في نفس الوقت يجمع متناقضات، يصعب التخلص منه نهائياً، هو يتلف المال صحيح لكنه أيضاً مصدر للمال والرزق، هو سبب لضياع الوقت لكنه أيضاً عامل مهم للتخفيف من البطالة .. فالقات أكبر شركة تشغيل تعمل في كل الأوضاع لتشغيل الأيادي العاملة، كما يعمل القات في إعادة توزيع الثروة بين الناس بسلاسة وبدون شروط وبصورة تعجز عنه كبريات الأجهزة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مجتمعة وبهذا يكون القات الداء والدواء، وكما في المثل (يانا منه ويانا عليه)، وعندما يحاول البعض محاربته ينتصر هو دائماً لنرى اعداءه في آخر المعركة وهم يتزاحمون في سوق القات. وإذا أردنا التخفيف من آثاره فيجب ان نتعامل مع القات بأدب وحكمة وتدرج... اعجبتني فكرة «عرس بلا قات».. والتي طبقت في تعز في أحد الاعراس الاسبوع الجاري، كانت تجربة تستحق الاشادة وهناك أمل أن يكتب لها النجاح، فعرس بلا قات امر ممكن فهي لا تدعو لإبادة القات ولا تثير غضبه، هذا الأمر بسيط و سيحل مشاكل كثيرة..ثم إن القات فرصة (للطنان) ولا يناسب أفراح الأعراس.. هذه التجربة التي أقامها عريس برعاية منظمة لمحاربة القات كانت الأولى على مستوى اليمن نريد من الناس الطيبين أن يشجعوها ونرى العريس التالي، وإذا بدأ الميسورون والتجار بتقليدها سيساهمون بانتشارها وستصير عادة في تعز ستنتشر إلى أرجاء اليمن.. العرس بلا قات صورة حضارية وممكنة يحضر الناس يتجابرون ويشربون شاهي ويفرحون ويباركون بدون قات سيكون هذا أجمل جربوا وسيحل هذا كثيراً من المشاكل لأن القات يعيق الكثير والبعض ينتظر حتى يوفر حق القات او انتظار أيام الرخص. عرس بلا قات سيجعل العُرس مبروكاً وأكثر فرحاً وإذا نجحنا في هذا سيكون بإمكاننا الدخول في حوار مع القات من أجل الجلاء وفك الارتباط وسنكتشف حينها أننا بحاجة لفك الارتباط مع القات والسلاح وليس مع الوحدة والاستقرار والتنمية وسندخل في مشاريع تنموية وحضارية تجعلنا نفتخر بأننا يمن موحد وحر وكريم ..بلا تخلف ولا قات ولا سلاح ولا فساد .. نريد فعلاً أن نرى أعراساً وأفراحاً بلا قات ولا قوارح ولا طماش..أليس هذا ممكناً؟.. فمن العريس التالي؟. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463647940340953&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater