من المؤسف أن تقف قوى معينة ضد الحقيقة وتظن أنها على صواب في حجب الحقيقة, وأنها بذلك الفعل تكسب الناس وتزداد ثقة, ولم تدرك أن ذلك الفعل المشين يدفع الناس إلى العناد وعدم الرضا والقبول, وكلما قلنا أن تلك القوى ستتعلم من تجارب الحياة كلما اكتشفنا أن هذه القوى تسيطر عليها عناصر انتهازية لاتعرف إلا نفسها أو الشيطان, أما الوطن فلا مكانة له في تفكيرها, ولذلك فلا مكان لتلك القوى فيه, لأن المادة وجمعها بأية وسيلة هي معبودها الوحيد ورضا من تستقوي به ضد الوطن همها الوحيد وماتغالط به الناس من استغلال للدين والأحداث مجرد وسيلة فقط تحقق بها أغراضها الخاصة جداً. لقد أزعجني ما سمعته من أحد عناصر تلك القوى عندما قال لي في حديث بالصدفة بأن امتلاك المال هو طريقهم لامتلاك القوى وهو الذي سيجعل الناس يأتون راكعين تحت أقدامهم, تصوروا هذا التفكير الاستعبادي الاستعلائي الذي لايمثل اليمنيين ولايمت لهم بصلة البتة, وعندما تحدثت عن الحوار قال المال والمال وحده لليّ رقابكم وجعلكم تمجدوننا, وإذا صح هذا في منهج حياة تلك القوى فإن الواجب يحتم على الكافة من العقلاء الوقوف بجدية أمام التطورات الكارثية التي يسعى لها مثل تلك القوى العدوانية, والعمل على وحدة الصف لحماية الوطن ومقدراته من هلع وجشع ونهم مثل تلك العناصر. إننا في المرحلة الختامية من الحوار ومازالت تلك القوى ومن يسير على نفس الطريقة مع اختلاف التفكير تنهج النهج العدواني ولم تعر الوفاق الوطني أي قدر رغم حديثها عنه ومشاركتها في فعاليات الحوار الوطني فما تقوله في قاعات الحوار تعمل عكسه في وسائل الإعلام وكل مكان, ولذلك على الخيرين في تلك القوى أن يدركوا أن هذا الأسلوب الهمجي لم يعد خافياً على الشعب ولن يزيد الشعب إلا بعداً عن تلك القوى, ولايجوز السكوت عن تلك التصرفات التي تمارسها تلك القوى تحت ما تسميه شرعية التدمير الذي شهد اليمن من 2011م وحتى اليوم وينبغي أن يعود الجميع إلى العقلانية والموضوعية لكي نعمل جميعاً على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بعيداً عن الادعاءات الوهمية والبطولات الخيالية, من أجل يتحقق السلام في كل ربوع الوطن بإذن الله.