في النهاية.. وبعد تخلي العديد من حلفاء الإدارة الأمريكية عن المشاركة في الضربة العسكرية التي كان قد عزم الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما دون أي مبرر، سوى أن هناك سلاحاً كيماوياً استخدم في سورية.. طبعاً في بريطانيا أكبر المتحمسين مع أمريكا لضرب سورية.. وجه مجلس العموم البريطاني صفعة قوية جداً حين صوت بالأغلبية بعدم السماح لحكومة كاميرون المشاركة مع الولاياتالمتحدة في العدوان العسكري على سورية. بلجيكا ،إيطاليا، التشيك، ألمانيا، وغيرها من الحكومات الأوروبية أعلنت أنها لن تشارك مع الولاياتالمتحدة في العدوان على سورية، وأنها تعارض الحلول العسكرية، وتحذر من ذلك ،لأن أي تدخل عسكري في سورية سيكون كارثياً على كل المنطقة.. المظاهرات الشعبية في كل أوروبا، والولاياتالمتحدة، وبقية العالم خرجت تندد وترفض أي تدخل عسكري في سورية، وأن ما ينويه “أوباما” هو عدوان وخرق للقانون الدولي.. كون أن المبررات والحجج غير موجودة.. وادعاء الإدارة الأمريكية باستخدام الكيماوي في سورية لم تستطع إدارة أوباما أن تثبته، والعالم أصبح لا يثق بادعاءات الإدارة الأمريكية، لأنها زيفت ولفقت تهماً ودلائل قبل ذلك، وثبت بطلانها بعد الاعتداءات الأمريكية، خاصة في العراق.. فالعالم لم يعد يصدقها. كل هذه التهويلات بعدوان أمريكي وشيك على سورية كان في الأيام القليلة الأخيرة من شهر أغسطس.. وأمام الترويج من قبل الإدارة الأمريكية للعدوان كان هناك من يحذر بقوة جداً من أي عدوان على سورية مثل الرئيس الروسي “بوتن”، وكذلك الصين، والفاتيكان، ومنظمة دول أمريكا الجنوبية، والهند، وعدد أخرى من دول العالم، إضافة إلى الاحتجاجات الشعبية.. جعلت من أوباما يعود عن العدوان مع بداية شهر سبتمبر، ويعود ليدعو الكونغرس لإعطائه الضوء الأخضر.. والكونغرس في إجازة.. لكن العديد من المحللين لا يتوقعون من الكونغرس أن يوافق على ذلك. بعد ذلك تناولت الصحافة العالمية أمريكية، وغربية، وعربية الرئيس الأمريكي بالتهكم، والضعف، ويتهمون الولاياتالمتحدة بالضعف أيضاً.. كلها تناولات استفزازية غير لائقة.. فالرئيس أوباما هو أقوى رجل في العالم، لأنه رئيس أقوى دولة في العالم.. فلا أوباما ضعيف، ولا الولاياتالمتحدة ضعيفة.. لكن حين تتم العودة عن قرار رأت أنه خاطئ.. فإن التراجع عن ذلك القرار يمثل قمة القوة، وذروة الحكمة.. وأنا أرى أن الولاياتالمتحدة، ورئيسها،وكونجرسها، حين عادوا عن قرار الاعتداء على سورية عسكرياً فذلك قمة الاحترام لأنفسهم كدولة عظمى.. وسوف يكونون أعظم حين يرفض الكونغرس القيام بالعدوان على سورية. رابط المقال على الفيس بوك