الملاحظ أن بعض القوى السياسية وخصوصاً ذات الارتباط الفكري تركز على الخارج أكثر من تركيزها على الداخل وتهتم بأحداث الخارج أكثر من اهتمامها بأحداث الداخل, ويرى بعض المفكرين السياسيين أن سبب هذا الاتجاه أمران لاثالث لهما الأول الارتباط الفكري والسياسي الذي تطور إلى الارتباط المادي المباشر, والأمر الثاني أن مثل هذه القوى تعبر عن إفلاسها وعدم قدرتها على امتلاك قرارها بسبب ذلك الأثر المرتبط بالأمر الأول الذي جعلها تعيش خارج نطاق الواقع وتنفذ ماتؤمر ليس أكثر، هذه القوى تندرج تصرفاتها في إطار إما التقليد والمحاكاة أو الالتزام بتنفيذ أجندة محددة لاصلة لها بواقع الحياة السياسية اليمنية, ومن أجل ذلك نخاطب ذوي الفكر المستنير من تك القوى بالقول إن لليمن خصوصية جغرافية وخصوصية سكانية, وإن أهل اليمن دائماً في التاريخ القديم متبوعون وليسوا تابعين وينبغي العودة إلى تجارب التاريخ والعمل على تحقيق الإرادة الكلية للشعب التي لاتقبل إلا بمن ينطلق من قداسة التراب اليمني وكل ثوابت الوطن. إن تبعات الأمرين المشار إليهما أعلاه على تلك القوى سلبية مائة بالمائة, لأن شعب الحرية والشموخ لايقبل ولايرضى إلا بما يأتي منسجماً مع ثوابته الوطنية التي رسختها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وعززتها إعادة وحدة الوطن الواحد في 22 مايو 1990م, ولايجوز استجلاب الرغبات غير الوطنية إلى قداسة التراب الوطني أيا كانت فكل من له صلة بغير اليمن ليس محل ثقة من الشعب على الإطلاق. إن الثقة الشعبية التي تعزز الأمن والاستقرار لاتمنح إلا لمن ينطلق من الوطن وإلى الوطن ولايحمل أية مشاريع أو رغبات غير وطنية, ولذلك نوجه النصيحة للشرفاء والنبلاء في تلك القوى ليتداركوا سوء التصرف ويمدوا أيديهم إلى أيدي أبناء الوطن العظماء الذين لايساومون على حساب الوطن مطلقاً, وليس لهم من هم غير الخروج بيمن آمن وموحد ومستقر وقوي بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك