لم يعد المشهد السياسي المشحون بالأفكار المتخاذلة والمتآمرة يجد رواجاً في ساحة الفعل السياسي الوطني، لأن مرحلة التخاذل والتآمر لم تعد قادرة على استيعاب مستجدات الرفض الدائم للتآمر والتخاذل، وظهرت متغيرات جديدة خلقت التفاعل مع قضايا الوطن الجدية، الأمر الذي حشر المتآمرين والمتخاذلين في زاوية محددة وكشف أقنعتهم وفضح أمرهم وعرى سوأتهم، ولم يدع لهم مجالاً للتلاعب بقضايا الوطن أو المتاجرة بها، لأن شعاراتهم التي حاولوا خداع الناس بها منذ بداية 2011م وحتى اليوم باتت حبراً على ورق. إن الواقع اليوم لا يقبل التفريط بالوحدة الوطنية وبات الجميع أمام المجهر الذي يفحص كل صغيرة وكبيرة ويظهر الحقيقة دون غيرها، لأن مؤتمر الحوار الوطني لم يعد ظاهرة صوتية كما كانت بعض القوى السياسية تعتقد، بل أصبح منهج حياة اليمنيين كافة، ولم يقتصر الحوار اليوم على المندوبين للحوار فقط، بل أصبح الحوار على مستوى الوطن بأسره وأبناء الوطن في الداخل والخارج، فلا يخلو اجتماع أثنين أو أكثر إلا وجمعهم الحوار من أجل اليمن الواحد الموحد. إن اليمنيين اليوم أمام الفرصة الذهبية، بل هم فيها تماماً، وعليهم أن يجعلوا من هذه الفرصة انطلاقة جديدة تحقق المزيد من التوحد والقوة، التي تجعل من إنسان اليمن في كل أنحاء العالم مرفوع الهامة ومحفوظ الكرامة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال الحرص المطلق على الوحدة الوطنية وعدم التفريط بالسيادة، والالتزام بالثوابت الدينية والوطنية والإنسانية التي تجعل من الحياة السياسية أكثر قبولاً لمتطلبات التطور. إن التفكير الاستراتيجي لمستقبل اليمن القوي المعافى يحتاج إلى العقول المستنيرة التي تدرك أين تكمن قوة اليمن وكرامة وعشرة أبنائه، ولا تحتاج التحجر والتمترس خلق الأوهام أو الأجندة الخارجية، أو رغبات الشيطان، وهذا يتطلب السماع لكل فكر سليم وخال من التلوث والتعفن، وعدم إغفال البحث الدائم على المحفزات الفكرية والوطنية التي تنشط الذاكرة الإنسانية بأهمية تجميع عناصر بناء القوة للأمن القومي للجمهورية اليمنية التي تعزز الاقتدار وتصون الكرامة لإنسان اليمن المعاصر، ونحن على يقين إن المضي في هذا الاتجاه الإنساني سيكتب الله له النجاح، لأن القصد رضا الله وبناء الوطن اليمني الواحد والموحد دائماً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك