لا تكترث شهوة الوقت بمن يموت وبمن يدخل قفصه الذهبي تحت دعوى سنة الحياة وإكمال الدين .. بينما الوقت يسرح كما يشتهي من يلعقه ومن لا يجرؤ على الاقتراب منه. الوقت من حرب يا كلّ الحالمين .. والوقت من متعة نشوة يا كل المتأزمين .. والوقت من فضائحٍ تترى يا كلّ عُشّاق العيب .. والوقت من تكاملٍ وتكافلٍ ومحبّةٍ وانسجام وتفاؤل يا كلّ المتربصين بفطرة الحياة وجمالها المُغتال في حدقات العيون وشفاه القلوب . فأين يهرب الزمن وهو سيّد الأمكنة؟ وأين تمضي الأمكنة والوقت يُحدّقُ بها من كل صوب ؟ وأين يكمن الفراغ حتى يهرع إليه المشغولون بحُمّى الإنتاج بكافة أنواعه؟ وأين ينتشر الازدحام الموقوت حتى تتغشّاهُ هدأة الطمأنينة المفقودة ؟ أسئلةٌ حيرى بينما الحياة واضحة .. ووضوح أعمى بينما البصيرة تتخبّطُ في هواجس المنافي التي يصطنعها البشر من اللاشيء .. وتلك هي معضلة الفقدان بأشكاله .. والأوهام بمخرجاتها الراكضة في تشتيت انتباه البشر عن الإنتاج السليم لشيءٍ عظيم هو الوقت . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك