اختار اليمنيون الطريق الصحيح في السير نحو إقامة دولتهم المدنية الحديثة، فقد اختاروا جميعاً الحوار السياسي للخروج من أزمتهم السياسية وهو ما أخفقت فيه الكثير من الشعوب. في جميع لجان مؤتمر الحوار الوطني سمع اليمنيون كثيراً من المصطلحات والمسميات مثل: الحكم الرشيد، حقوق الإنسان، المشاركة السياسية، حكم القانون، المسؤولية الوطنية، الشفافية، التنمية، المساواة، الحكم المحلي . هذه المصفوفة الرائعة من المبادئ والقيم هي بمثابة الركائز الأساسية لبناء الدولة التي ننشدها جميعاً، والحكومات الناجحة والنموذجية هي تلك البلدان التي تسود فيها هذه المفاهيم والقيم. قد يعتبرنا البعض أننا مفرطون في الخيال حينما نتحدث عن هذه المفاهيم التي لم يصل إليها غيرنا إلا بعد مئات السنين من النضال والكفاح.. لكننا قادرين بإرادتنا وعزائمنا التي أخرجتنا ثائرين من تحقيق هذه القيم في دولتنا القادمة، وليس على الله ببعيد، فشعبنا عانا ولايزال عبر عشرات السنين كثيراً من الأوجاع وتحمل الكثير من الآلام وهو صابر ومحتسب ينتظر هذه اللحظة التاريخية الذي ينتهي فيها مؤتمر الحوار لتبدأ بعدها ثورة أخرى من التغيير والإصلاح لإقامة وطن تحكمه هذه المبادىء والقيم. إن من حقنا كشعب ثار ضد الظلم والفساد والتخلف أن نقيم وطناً يتسع للجميع، وهذا ما نطمح إليه جميعاً ، ونحن على ثقة كاملة بأن الوطن اليوم أكثر قوة وأكثر تماسكاً وتناغماً بين كل فصائله ومكوناته السياسية لإقامة هذا الوطن وأكبر دليل على ذلك أن الجميع قام بواجبه على أكمل وجه في جميع اللجان والحوارات والنقاشات التي تمت وقد كانوا جميعاً حريصين على طرح كل نقاط الخلاف على طاولة واحدة وهم الآن يعملون جنباً إلى جنب لوضع اللمسات الأخيرة لإنجاح هذا المؤتمر الذي علق اليمنيون عليه كل أمالهم من أجل الخروج بالوطن إلى بر الأمان . لقد أصبحنا تواقين لما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني والجميع في انتظار اللحظة التي حلم بها كل اليمنيين لحظة العيش في وطن آمن تسوده العدالة ويعمه الأمن والاستقرار في ظل حكومة تدير شؤوننا وتنظم حياتنا اليومية وتؤدي لنا حقوقنا كما نؤدي لها نحن واجباتنا.