لن يسير التغيير المطلوب ناعماً ومتتالياً كما يتمنَّى الجميع؛ بل إن الصعوبات الماثلة تزداد عنفواناً وتطاولاً، فالمقيمون في مألوفات أحوالهم يُصعِّدون ويتعمَّدون التسخين بحثاً عن خلط متجدد للأوراق، والشواهد على ذلك أكثر من أن تُعد على مستوى الخدمة الكهربائية التي أضحت عنواناً بارزاً لفظاعة السلوك المُدمِّر، وإخراج محطة الخدمة المركزية في مأرب عن الخدمة، وعودة الاعتداءات على أبراج الضغط العالي بمتوالية متجدّدة، وتصاعد الاعتداءات على المؤسسات العسكرية وقياداتها وأفرادها لتصفية الحساب مع انتصارات الجيش والمليشيات الشعبية ضد “القاعدة” وفلولها في محافظة أبين. هذا التطرُّف الذي يتم الحديث عنه بمخاتلة مكشوفة؛ يُقدّم وجهاً واحداً من الصورة ويتغافل عن الوجه الآخر، فالعدميون القتلة يُدارون من غُرف مُظلمة لا صلة لها بجوهر نزعاتهم “الطُّهرانية” “المرمونية” القريبة من منطق “شهود ياهوه” التاريخيين ممن يعتبرون كل قيمة عصرية مناقضة للإيمان الديني. الطائفة «المرمونية» هي طائفة مسيحية خرجت من أعطاف البروتستانتية الانجليكانية المتطرّفة، وتعتقد أن كل تغيير يتعارض مع جوهر الإيمان الديني، ومن هنا تتمسّك بنزعة الاصطفاء الديني الذي يعتقد به اليهود من أنصار «شهود ياهوه» وترفض أسباب التغيير الذي تفرضه العوامل الموضوعية. إنها ذات الحالة التي يعانيها الجهاديون “الطُّهرانيون” الطالبانيون الرافضون لكل جديد، ولا أريد هنا التوقف طويلاً أمام قصة “المرمون” و“شهود ياهوه” ولكنني أشير تحديداً إلى “إسلاميينا” الذي ينحدرون من ذات المصدر، ويلعقون رحيق سمومهم من نفس المائدة..!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك