كالعادة من كل عام توقد الشعلة السبتمبرية ليلة ذكرى ثورتنا المجيدة ,وليس المقصود من ذلك اخبارنا للعالم باننا فقط نحتفل بذكرى دحر اسرة ذلك النظام بل كون هناك من قدموا حياتهم فداء لإنجاح عملية الانتقال بالشعب والوطن من النظام الملكي المحصور الى نطاق اوسع وهو «النظام الجمهوري» على ان الاخير هو من سيعرج بنا الى آفاق مستقبلية اكثر تطوراً وانفتاحاً بعد ان كان الشعب يعيش في دائرة مغلقة وعزلة تامة عن العالم الى جانب ما كان يحكى عنه وتسرده اوراق التاريخ لحياة الظلم والجهل والمرض التي كان يعيشها ابناء الوطن وان مشاعل الثورة السبتمبرية أوقد نيرانها هيجان الغضب المتراكم في نفوس واعماق الجماهير اليمنية من رواد تلك الحقبة لهذا اعلن صبيحة يوم الخميس ال 26من سبتمبر عام 1962م ثوره ضد ذلك الحكم الامامي ,واليوم هانحن نطفئ الشمعة الواحدة والخمسين على مرور تلك الذكرى ومع ذلك مازال الاعتقاد سائداً بأن عناصر ذلك النظام والذين هم بيت حميد الدين كانوا يشكلون العائق المتين امام نهضة وتقدم البلاد بمعنى ان نصف قرن مضى على اندلاع ثورتنا السبتمبرية ولم يتحقق ما كنا نرمي اليه بل ماتزال الشعارات والهتافات الثورية مستمرة الى اللحظة مع ادراكنا التام بأنها لن تكون سببا او بمثابة الحل الوحيد للمضي بنا قدما الى الامام كونها اصبحت وحسب افرازات ونتائج الواقع من اهم اسباب التقوقع والعودة الى الخلف بعد تدميرها للبنى الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية .ربما لأننا لم ننظر لأنفسنا معلنين عن ثورة جديدة قادمة ليس التجني فيها على الانظمة بل ضد النفس والحد من اطماعها الشخصية وانانياتها الضيقة فالحكومات المتعاقبة هي جزء من الشعب واذا ادركت يوما ما بداخلها حتما ستتجه محققة ذلك الهدف المنشود الذي سيعمل في اولى مهامه على دفن الماضي البغيض بكل مآسيه والسير في موكب وطني تتضافر فيه كافة الجهود الخالية من نيران الحقد والكراهية لتكتمل الفرحة بذكرى ثورتي 26 سبتمبر و14اكتوبر والتي سالت في سبيلهما انهار من الدماء الزكية لأرواح لم تضح من اجل طمعها بكراسي السلطة أو حملت بندقيتها لإقلاق السكينة العامة وترويع المواطنين بل من اجل حرية وكرامة شعب بأكمله تتقدمه اجياله الصاعدة التي قطعت على نفسها عهدا بمواصلة السير على درب شهداء الثورتين الخالدتين .لكننا نحتفل بالذكرى الواحدة والخمسين دون ان نحقق حتى الأمان لهذا الوطن فمن غير المعقول ان نفرح على سطح ارض جرداء دون السماح لأغصان البذور ان تسلك طريقها في الصعود لتكتمل الفرحة وقد انطلقت فراشات الزهور محلقة حول ثمار تلك التضحيات . رابط المقال على الفيس بوك