لماذا العراق حزين؟ لتبكي السماء عليه ومن دمعها تولد الأنهر الصافيات تدور النواعير، تسقي الزروع فيربو النبات ومن دمعها يشرب الناس ماء الحياة لماذا الغمام حزين؟ لأن العرق يتيم على وجهه دمعتان هكذا قالت الأغنيات ينساب ماء دجلة والفرات دموعاً على وجنتي العراق، لنتذكر عراق القوة ،والعلم،والشعر ، والمسكون بكل الأسبقية. باعتقادي أن العراق - الحلقة في السلسلة العربية المترابطة، ما إنفكت حتى سقطت حلقات السلسلة تباعاً، العراق بوابة الحماية، والجزء الهام من حيز الكرامة العريبة، وحين بكت الشاعرة ساجدة الموسوي في بكائتها ( بكيت العراق) فإنها مخولة بالبكاء عن كل أعين القامات الشعرية العراقية وأعين كل عروبي على كينونة العراق الرغيد: كان العيش رغيداً وكلام الناس بوقت الشاي كطعم السكر لكن مالبث أن داهمه غراب فانك، ليكسر ضوءه ويتعثر بفعل الريح الغبراء الغريبة الحاملة معها الطاعون والطافون: وفي رمشة عين هبت ريح فارتجت أبواب البيت حط غراب فانك، حط غراب فانكسر المصباح الضوء تعثر ماذا حل بنا؟ من أي جهات الأرض تجيء الريح؟ تهدأ حيناً ثم تصبح، غبراء، غبراء مسراها كان العراق كنخله الشامخات فغيم على سمائه دخان الحروب، وتقاذفت حمم الحقد عليه لترميه بالاسى والردى والفراق فيتهادى الأنين: وبين المدى والردى والفراق يئن : عراقُ، عراقُ ، عراق بكائية العراق لساجدة الموسوي تشاركها ( سمرة دجلة/ أخت الفرات) والقلب المثقوب يظل عليلاً ولو خالطه بعض الحلم( ألف ثقب على قلبها/ فترى الدمع نهراً وقهراً/ وسالت مزاريب حزن العراق). القوة التي ميزت العراق انسكبت حليباً لأبنائه فتوارثوها ولو أننا رأينا ما اصابهم والعراق من بعض وهن( مازلنا فوق هدير الموج وعصف الريح نغني/ نحن هنا/ مزرعون بطين الماء). الطاقة الأعلى تلك التي تمد العراق والعراقيين هي قوة الله المتمثلة بالحق( ولنمسك سارية الله بقوة / لا غالب إلا الله) النخلة العراقية - ساجدة الموسوي من أدمعها صاغت العراق دمعاً، ألماً وأملاً ، وما دامت السلسلة قد انفرطت عراها بالعراق فحلقات السلسلة في مشهد بكائي معاش غير خافي علينا. * ساجدة الموسوي تبكي العراق.. ولي ان أبكي اليمن: بلادي كانت تسمى السعيدة فداهمها الليل رفيق الجفاف واستباح الظلام ضوء الصباح بلادي تبيع الندى بالمدى والسفوح بالجروح ومن سموق الجبال الشاهقات تزخ الأعين الدامعات رابط المقال على الفيس بوك