تنطلق اليوم (الثلاثاء) فعاليات الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقد تكللت أعمال الفرق التسع بالنجاح، حيث سيكون أمام هذه الجلسات فرصة تذليل ما تبقى من صعوبات، ووضع نهاية سعيدة لمترتبات الأزمة بالتوافق الوطني على شكل الدولة التي يتطلع إليها اليمنيون بكل التفاؤل والاعتزاز. ومع حالة التفاؤل المشوب بالحذر تجاه إمكانية نجاح مؤتمر الحوار الوطني يبقى التساؤل قائماً عمّ إذا كان في مقدور المتحاورين أن يتمكنوا من إخراج الوطن من أسر تداعيات هذه الأزمة، وبحيث يتمكنوا من وضع أسس جديدة ليمن مستقر ومزدهر، أم أنهم سيخيّبون التوقعات والآمال المعقودة عليهم في هذه اللحظات التاريخية وسيذهبون بعيداً في مشاريع صغيرة تتناقض والمشروع الوطني الذي يتطلع إليه كل أبناء الوطن. وعلى الرغم من مرارة هذه التساؤلات إلاّ أن ثمة إرادة قوية ورغبة صادقة في تجاوز تلك الرؤى الضيقة والانطلاق بالوطن إلى آفاق رحبة تفضي إلى تحقيق الدولة المنشودة القائمة على أسس العدل والحرية والمساواة وكفالة حقوق الإنسان والحكم الرشيد .. وقبل كل هذا وذاك حضورالجدية في معالجة مترتبات الأزمات المتفاقمة منذ حرب صيف 94 بالنسبة للقضية الجنوبية وحروب صعدة بعد ذلك، فضلاً عن ضرورة تصويب أخطاء نظام الحكم المركزي الذي فشل في إدارة الدولة طيلة العقود الماضية. ويُستدل من نتائج فرق أعمال التسع أن ثمة اتجاهاً لمعالجة وتجاوز تلك التحديات والصعوبات ووضع إطار لمنظومة حكم جديد يتلافى وسلبيات الماضي، ويأخذ بعين الاعتبار مجمل تطلعات أبناء الوطن وترقب المحيطين الإقليمي والدولي خاصة الدول الراعية للمبادرة الخليجية والداعمة لمسيرة انتقال السلطة سلمياً ورعاية الفترة الانتقالية. ومما يعزز الثقة بإمكانية خروج المؤتمر بالنجاح المطلوب تجاوز الأطراف السياسية المشاركة في الحوار التباينات القائمة إزاء شكل الدولة، ولعل ما يعزز ذلك احتكام هذه القوى على التوافق الذي يعد بمثابة التعويذة التي تدعو إلى التفاؤل بإمكانية الخروج إلى شواطئ الأمان.. على أمل أن يلبي أعضاء مؤتمر الحوار وهم يختتمون جلساتهم تلك التطلعات.. قولوا معي: إن شاء الله. رابط المقال على الفيس بوك