مع التسليم بحقيقة استثنائية هذه المرحلة وتحديداً في شقها السياسي, فإن الحاجة ماسة اليوم إلى استكمال إنجاز مراحل التسوية وفقاً لخارطة الطريق التي ارتضاها اليمنيون وبدعم إقليمي ودولي غير مسبوق.. وبالتالي فإن المطلوب - تحديداً من فرق العمل التسع المنضوية تحت سقف مؤتمر الحوار الوطني - أن تواصل أداءها بنفس الوتيرة من المثابرة والدأب لاستكمال إنجاز مهامها وبالذات فريقي القضية الجنوبية وصعدة. المطلوب إذاً بالإضافة إلى ذلك تجاوز رواسب الماضي والتطلع إلى المستقبل بعين التفاؤل، فضلاً عن الالتفات إلى خطورة التحديات والمنزلقات التي قد تعصف بالوطن خصوصاً إذا ما تلاشت الآمال بإمكانية النجاح في إنجاز هذه التسوية. وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يتعلق فقط بالإشكالية السياسية وإنما في تجاوز ذلك إلى التحديات الاقتصادية ذات الصلة بمعالجة أوضاع المواطن المعيشية وتأمين مناخات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الشامل. وتبعاً لذلك يتوجب على اليمنيين وتحديداً على القوى السياسية في الساحة أن تجتهد في التوصل إلى صيغة مشتركة توحد الصف وتغلق نوافذ الاختلاف، وبما يعزز قيم الشراكة، والتوجه نحو صياغة المستقبل عوضاً عن الغرق في إعادة إنتاج الماضي، فذلك أفضل لليمنيين في هذه الظروف الاستثنائية. بدون هذه الروح التواقة إلى فضاء الاستقرار ورحاب التطور وأمنية التحرر من رواسب ومخلفات الماضي سوف نبقى جميعاً عند نقطة الصفر.. وهو ما لا يرضاه أي عاقل يبحث في التساؤل عما تحتاجه المرحلة.
كتابان جديدان للباحث الجمرة. أهداني الأستاذ علي صالح الجمرة كتابين صدرا له مؤخرا الأول بعنوان (( الدعوة الفاطمية في اليمن 881 – 1127م)) والكتاب عبارة عن بحث تاريخي أكاديمي يوضح حقيقة تأصيل الدعوة الفاطمية في اليمن.. وهو إضافة جديدة إلى المكتبة اليمنية، بينما يتناول الكتاب الآخر سيرة ذاتية للمؤلف بعنوان ((حكاياتي.. عبر الزمان والمكان)) دون فيها بعض الأحداث والوقائع منذ عام 1950م حتى السنوات الأولى للوحدة اليمنية .. وهي أحداث عاشها المؤلف وشارك فيها أو شاهدها والكتابان يستحقان القراءة والتأمل لما ورد فيهما من موضوعات وقضايا تهم القارئ، علماً بأن الأستاذ علي صالح الجمرة تقلد عديد من مواقع العمل منها عضو مجلس الشورى ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وهو أحد القامات الإعلامية التي يعتد بها. رابط المقال على الفيس بوك