عبر مراحل النضال الوطني نحو التحرير من حكم الإمامة في شمال الوطن والاستعمار البريطاني في جنوبه كانت هموم ورؤى وأحلام الثوار على امتداد ساحة الوطن اليمني تلتقي نحو هدف واحد وهو التحرر.. ولم تثن الحواجز التي صنعها كل من الاستعمار والإمامة في يوم من الأيام ثوار سبتمبر وأكتوبر من الالتقاء والسعي الحثيث للتحرر وكما كانت مدينة عدن حاضنة لثوار سبتمبر وأكتوبر كانت تعزوصنعاء حاضنتين لثوار أكتوبر وسبتمبر وهذا ما أكدته مسيرة الكفاح الوطني المسلح.. أو فترات التحضير والنضال. ومن هذا المنطلق نجد أن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر كانتا موحدتين في الأهداف والمضامين كما كانتا موحدتين في النضال والكفاح المسلح إذ شهدت مرحلة الدفاع عن ثورة سبتمبر حضوراً نضالياً وكفاحياً يمنياً التقى فيها مناضلو ووطنيو المهرة مع مناضلو ومواطني صعدة وخاض الجميع مواجهة ضروساً مع فلول الرجعية في شمال الوطن آنذاك وكانت ملحمة ال 70 يوماً التي حوصرت فيها صنعاء أصدق دليل وبرهان على وحدة لحمة اليمنيين وكان النصر.. وفي ذات النسق التقى أبناء اليمن الواحد في مشوار النضال والكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني لقن خلالها الاستعمار البريطاني لجنوب الوطن الضربات الموجعة والمؤلمة والتي تصاعدت حتى وجد المستعمر أن لا خيار له سوى الرحيل من جنوب الوطن الحبيب وسجل شعبنا بتلاحم أبنائه ذلك الانتصار في ال30 من نوفمبر 67م. وبانتصار ثورة سبتمبر وأكتوبر برزت أمام مناضلي الثورة وكل الوطنيين الأحرار مشكلة إزالة الحواجز والمراكز الشطرية التي كانت هاجسهم كما هي هاجس الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه وذلك لوأد الفتن والإحن التي خلفها عامل التشطير تلك الفتن التي قادت إلى حروب عديدة بين شطري الوطن بعد قيام الثورة ونيل الاستقلال.. تلك الحروب التي وجدت من خلالها تجار الحروب وسماسرة الأزمان ضالتهم لاستنزاف خبرات ثمار الشطرين من خلال تصدير العديد من الجبهات التي أثقلت كاهل الشعب اليمني الواحد وفرضت تعقيدات أشد على التواصل بين أبناء ومواطني البلد الواحد. وبما أن إعادة وحدة الوطن اليمني كانت من أبرز أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر فقد بادرت القوى الوطنية في تبني تحقيق هذا الهدف، وحشدت في سبيل بلوغه الجهد والوقت، وكان المشوار الوحدوي لا يقل أهمية من ذلك الجهد والوقت الذي سخر للإعداد والانتصار للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ورغم كل ما واجه الوحدة من صعوبات وإشكاليات فقد كانت قوة الإرادة حاضرة، وتوالت الجهود السياسية والإرهاصات الوحدوية، وسقط العديد من المناضلين والقادة من أجل بلوغ مسار الوحدة غاياته والانتصار لإرادة اليمنيين في الوحدة. ومن موقع عملي كصحفي في “الجمهورية” فقد أتيحت لي بحكم محدودية المشتغلين في السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات في الحقل الإعلامي والصحفي.. أن أحضر وأشارك في تغطية معظم الأنشطة الوحدوية سواء الداخلية أو الخارجية.. سيما الداخلية التي كانت تتم أحياناً في صنعاء، وتعز أو عدن.. وكانت صحيفة الجمهورية أكثر تميزاً في التغطية لتلك الأحداث والتحولات التي صنعت فجر الوحدة سيما الحدث الأخير لإقرار النظام السياسي، والذي أقر تعز عاصمة الثقافة، وكان البداية لسلسلة أحداث عملية على صعيد التسريع بخطوات إعادة تحقيق الوحدة، ويليها حدث توقيع اتفاق 30نوفمبر 89 وإعلان ميلاد اليمن الجديد وإعادة تحقيق الوحدة في ال22من مايو 1990م. وجد مكسب تحقيق الوحدة الوطنية أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونضالات أبناء اليمن الواحد، فكانت الثورة والوحدة عنواناً لانتصار إرادة اليمنيين والحفاظ على هذا المنجز يظل مسئولية كل اليمنيين مهما كانت من سلبيات. رابط المقال على الفيس بوك