تُصبح الكتابة المتفائلة أشبه بمعركة يخوضها الكاتب مع واقع مدجّج بإحصائيات الحزن وصدمات البؤس؛ لكن نغامر بدخولها حتي لا تكون الكلمات وجعاً يتنهّده القارئ في مناسبة تفرض الفرح كيقين يجب أن نؤمن به حتى وإن كانت محفوفة بتجاوز المحن والمآسي. - كل عام وأنتم من تصنعون البهجة لعيد أقبل مثخناً بالجراح من معطيات تسابق النتائج بتنبؤ لا يحمل حلاً لتلك العقد التي تجذّرت في قلوب شغوفة على التفاظ أنفاس الخلاص. - كل عام وأنتم من تجدّدون العهد لوطن يتأرجح مصيره بين عبث السياسة وولاء البسطاء. - كل عام وأنتم من تسقون الكرامة لشهداء رحلوا تاركين خضرة الأحلام بثقة أنها ستزهر بوطنيتكم. - كل عام وأنتم من تبنون التنمية لأطفال تسوّلوا الغد من أيادي لا تعرف التخاذل ولا تستجيب للكسل، ومن قلوب ليّنة تميل إلى عواصف القهر لكنها لا تنكسر. - كل عام وأنتم من تستردّون المواطنة كحق سلبوا مشروعيته في وضح المصالح بإشراقة تغيير أنتم شمسها. - كل عام وأنتم من تقرّرون الوحدة كمصير محتوم تتنّفسه قناعة عقولكم المتحرّرة من غبار التبعية لإرادة الغير. - كل عام وأنتم من تحملون الثورة كوسام حرية على صدوركم النابضة بالشموخ والعامرة بالتضحية. - كل عام وأنتم الوطن المكتوب علي جبين انتمائكم كقدرٍ لابد أن تصلّي له ضمائركم. بقايا حبر: قرائي الأعزاء.. عيدكم فرحة، وكل عام وأنتم من تصنعون البهجة بارتدائكم أناقة الحكمة في وطن الإيمان. [email protected]