ما زالت الإدارة الديمقراطية في الولاياتالمتحدة حريصة على إنجاز نصر دبلوماسي دولي على خط القضية الفسطينية، ولكن دون ذلك خرق القتاد، كما يقول العرب، فاليهودية الصهيونية، المتحالفة مع اليمين الانجليكاني الحربي الأمريكي لن يقبلوا بتسوية عادلة حتى وإن تنازل الفلسطينيون أكثر مما فعلوا، وعليه فإن الجهد السابق اللاحق للدبلوماسية الأمريكية محكوم عليه بالفشل، إن لم يكن مقروناً بالتخلي الحُر عن سياسة الانحياز الوثني الميتافيزيقي لإسرائيل. المشهد التونسي يقدم لنا مقاربة عملية لفوضى الأجندات المتقاطعة سلباً، والخارجة حصراً من قمقم المصادرة التاريخية للرأي، والرأي المقابل، ولا تخلو المسألة من حضور أجهزة الدأب السرِّي، التي من مصلحتها إطلاق بالونات الاختبار المقرونة بالدماء والدموع، وهذه الأجهزة ليست قادمة من فراغ، بل إن لها حضورها الأُفقي المقرون بعقود من الدولة البوليسية، التي أفلحت في إدارة البلاد والعباد بمنطق الفوبيا الدائمة، وهو أمر لن ينتهي بين عشية وضحاها. تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية ناجم عن شكل الدولة المركزية البسيطة ذات الطابع الجبائي .. الرافضة لتعميم الأفضليات، والمانعة للمباراة الحرة بين المكونات المتعددة لأقاليم الدولة، والناظرة لفكرة السيادة من منظور عسكري أمني ضيق الأُفق. لقد حولت هذه الدولة المُتجهمة عناصر النماء الممكنة والمحتملة إلى نضوب وفقر، وقد آن الأوان للانخلاع من هذا النمط الدّولتي المُتكلِّس، حتى تنفتح آفاق التنمية والتطوير، وبهذا تتغير وجدانات البشر وثقافتهم في التعامل البيني المتكامل والمتسامح . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك