ماذا لو صدرت الجريدة اليومية دون مقالات؟ واكتفت بالأخبار وصفحات الحوادث والاستطلاعات والتحقيقات دون مربعات ومستطيلات وجوه الكتبة المختلفة مشاربهم وشواربهم؟!. هل ستتوقف حياة القارئ لدى حدث مهمّ كما توقفت ماكينة الطباعة عن حصد الرؤوس الباسمة والمتجهمة والخطابات الهادئة والنزقة.. والانفعالات المؤقتة أو المؤدجلة.. والرسائل الفاضلة والشريرة على السواء؟!. ثم لماذا إن غابت المقالات اندهش غالبية من يقتنون الصحف لأغراضهم المتعددة؟ وإن حضرت المقالات نادراً من يقرأ؟ هل لأنّ التعوّد على بعض الوجوه يحمل حظّاً للبعض؟ أم لأنّ تمكنهم من العبث بصور البعض ومستطيلاتهم يجعلهم أكثر هدوءاً واتزاناً من انتقامٍ يوميّ يتخلصون فيه من كآبة المنظر وسوء السطور!. أشعر بالشفقة على ماكينة الطباعة وهي تحتمل كل ذلك الضجيج الذي لم يسعفنا حتى اللحظة بحلولٍ عمليّة وواقعية للخلاص من أوجاع أوطاننا وسوء حالة من يمضون بنا للهاوية بأكثر من طريقةٍ لم تعد خافية على البسطاء من عامة الشعوب المتهالكة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك