هي جرأة بل صلافة في أن يمارس شخص يمني قبيلي ومن عمق البيئة القبلية التي تجرم الاعتداء على الأمن وما بالنا لو كان المعتدى عليه امرأة وتعمل لخير وطن ومنطقة القبيلة فأين هي النكفة والرجولة لهذا الشخص ولموطنه القبلي كون ذلك يمس بكرامة القبيلة المنتمي إليها ومكانتها وهل بلغ الصمت مداه حكومة ومنظمات مجتمع مدني، هذا جوهر ما جرى للدكتورة غادة شوقي الهبوب مديرة البرنامج الوطني للتحصين الذي شهد ويشهد نشاطاً ملموساً لتخليص الوطن من عدد من الأمراض المستوطنة وإعلان اليمن خالية من عدد منها.. الدكتورة غادة من أسرة تحب العلم والعمل وخدمة الوطن والنأي به من السوء والفوضى الإدارية. لم نسمع عن دور مفترض لوزارة الصحة ولكن ما يثلج الصدر تعليق العمل من قبل العاملين في البرنامج لكافة الأنشطة ،كون الاعتداء على مديرته بالجنبية وهي عزوة كل يمني، كونها للدفاع عن النفس والهوية اليمنية وإذا بمسلح بها يدعى ب«الهدرة» يتقطع للدكتورة غادة في عز وقت العمل وبعد إكمال دورة تدريبية للتحصين وفي قلب العاصمة صنعاء وبالقوة يستولي على سيارتها وهو تصرف قام به ضد مسؤولين آخرين وظل المدعو يترندع دون رقيب أو حسيب لا من وزارة الصحة ولا الداخلية ولا القبيلة التي هو منها وكأنها تبارك سطوه للسيارات إضافة للمبردات والثلاجات الخاصة بالتحصين رغم أن محافظته تسلمت حصتها وتستهدف بالتدريب. امتد التضامن إلى موظفي وزارة الصحة خاصة أن تخطفات نالت آخرين وكأن ذلك ليس استهدافاً لقيادة من وزارة الصحة ولا يمس عملها ومكانتها وهاهم مشائخ ووجهاء إب من برلمانيين ومثقفين يتضامنون مع ابنتهم وكرامة الوطن المهدورة على مذبح القبيلة وقبله على مذبح الدولة ووزارة يفترض منها الحسم بل وجهة حكومية غائبة نائمة في وقت يشهد النظام القبلي دوساً على أعرافه يخرجه من العُرف والأخلاق إلى مجتمع الجاهلية فهذه أفعال لم تعرفها القبيلة إلا في شريعة الغاب وللأسف لم تنبذه قبيلته وبالتأكيد وصلها خبر تصرفه ولعله من المستغرب وبعد أكثر من 1400 عام من القيم الإسلامية يظهر لنا رجال يمارسون هذه الأساليب تارة بالتزوير لمراسلات وأخرى بالاختطاف لمسئولين وبوقاحة يطلبون أجهزة ومعدات تحصين لغرض الفساد والمتاجرة غير المشروعة.. الغريب ما نشهده من صمت مدني لمنظمات المجتمع المدني البارزة والحال نفسه لعلماء اليمن الذي أقاموا الدنيا على 30 % لمشاركة المرأة وهم اليوم فرحون لما يجري ليمنية مسلمة تقوم بعمل إنساني لكي لا يصاب اليمن بمرض معدٍ أو خطير أو هم يقرأون ما يريدون!! والتي لو كان لأحد منهم لملأوا الدنيا زعيقاً ولكون غادة مواطنة تنظر إلى الوطن بعينين تربت من ترابه وحبه لا من حزبية وموالاة ،لاعتصم وتضامن معها المتردية والنطيحة منهم المدنيون والمتأسلمون ولكن متضامنيها هم من بسطاء العاملين معها بل والمنظمات الصحية الدولية الشريكة في العمل الصحي التحصيني، بل بلغ الأمر لاتصال عالٍ لمنظمة الصحة العالمية وفي رسالة موجهة من اليونسيف جاء فيها« عملنا المشترك مع الدكتورة الهبوب من أنجح مجالات التعاون وأكثرها.تميزاً بين الوزارة واليونسيف». ماذا تريد الحكومة اليمنية وعلى أعلى مستوياتها لتحرك القوى الشرطوية والأمنية وحالة الاستضعاف الذي ارتضت القيادات لها عن ضعف في العمل وضعف في المحاسبة بل إن دوراً عربياً تمارسه ترتضيه عندما تقوم مجاميع بالاختطاف والتقطع إذا بها تأخذ دور الوسيط وما أكثر ذلك مما يعمق الفساد والفوضى ويرغم المواطن الشريف على أن لا يدافع عن المهن وشرفها وممتلكاتها كون لا وزارة تحميه ولا أمن ولا ولا. لابد من الاستنفار والرفض لهذه الممارسات ولابد من إبراز موقف الدين من هذه الممارسات اللااخلاقية التي تعتقد أنها ستعرقل اليمن واليمنيين رجالاً ونساءً. ويكفي من يستكثرون على النساء أي عمل وطني شريف، أن النساء لا يقلن عن الرجل نزاهة ووطنية وقدرة على العمل ومقاومة الفساد. وللأسف حالة اللا استشعار إلا من تحزب لهذا أو ذاك في وقت يشهد المجتمع الدولي حالة من الاستشعار والحساسية لأي حدث وحالة من التضامن لأي اساءة لأي إنسان شريف، بعيداً عن اللون والنوع الثقافة ومنها الدين والعرف فمتى ننتصر لقضايا الحق والعدل والتنمية.؟ رابط المقال على الفيس بوك