نقابة الصحفيين اليمنية فقاعة كبيرة تقاطعت لحظية تكورها مع كاميرا مصور محترف.. فاحتفظت النقابة بالصورة واكتفينا بتاريخ التقاطها واكتفت الفقاعة بانطفائها. كنا نتوسل أن تكون تلك الفقاعة منطاداً نرتقي من خلاله إلى غايات العمل الصحفي وليس الحزبي.. لكن واقع النقابة ظل حاله كفقاعة تزف إلى أحضان الشوك. وظل حالنا كأصابع مبتورة تشير إلى الحلم. واقع النقابة رتيب كحالة بذخ في مشاهدة فيلم مُعاد لسجناء يرون فيه بؤسهم ويرون من خلاله ضياعهم.. ويوغلون بالعجز عن إطفاء تلك الشاشة المعلقة في بهو ذلك السجن الكبير الذي يحمل تسمية الواقع. واقع نقابة الصحفيين رتيب كمباراة انتهت في الأمس بنتيجة سلبية.. ولا زلت وأنت تشاهدها للمرة الثالثة تتفاعل في كل هجمة عسى تتغير النتيجة لصالح الأنا المتمثل بحالة الغباء التي قد تتجسدها وأنت تنتظر هدفاً لصالح الصحافي الذي يُعول على النقابة البت في عضويته التي تهالكت في أضابير اللا مبالاة والنسيان أو كذلك الصحافي السجين الذي تكتفي إحدى الصحف بوضع صورته في صفحتها الأخيرة تحت شعار الحرية للسجين..في مسيرة بحثها عن إسقاط الواجب أو كحالة حصول على صك نزاهة تقيها من محاكمة الضمير المهني.. لا ننكر أن هناك بعض الومضات لصحف تناظل للخروج من هذا الواقع البليد مجسدة لوحة للفنان سلفادور دالي.. كما لا ننكر أعزاء داخل النقابة.. لكن ما الذي يجري؟ نتساءل: هل إرادتهم غائرة.. حناجرهم ملتوية.. أياديهم غريقة.. هل العمل الحزبي وراء واقع البؤس داخل النقابة.. عندها ستتحول قناعاتك باستحالة سلطة الإعلام من سلطة رابعة إلى سلطة تابعة من سلطة إعلام إلى سلطة أصنام.. كنت قد كتبت في إحدى المقالات قبل الربيع العربي بأن سلطة الإعلام في الوطن العربي ذبحت ليطلى بها السجاد الأحمر في صالات القصور والبلاطات الملكية.. فهل استحال حبر الكلمة إلى طلاء لأحذية الساسة.. وهل أصبحت معتقدات بعض الإعلاميين كمركز كوافير لتجميل الأحزاب التي ينتمون إليها دون انتمائها لأوجاع الشعب.. يظل الوجع شاهراً سطوته في مساحة الحلم المحترقة.. ويظل أملنا بنقابة تشعر من خلالها بالانتماء وبنزاهة العمل الوطني..ويظل أملنا بصحفيين يسلبون المفسدين هجعتهم. رابط المقال على الفيس بوك