كل ما هو طائفي ؛ قذر في أصله وجوهره ابتداء بالكيانات الجغرافية والسياسية وانتهاء بمفاهيم الحكم والحروب ,وأيضا التسميات التي تستحضر ماضي الصراعات القديمة وتطلق للتشنيع والتحقير والتنفير ! تحتشد كل هذه القذارات اليوم لتصيب عمق المشهد الوطني وتغرز في نحره مساميرها الدامية ثم تدخله في حالة مروعة من الغيبوبة وتخبط البوصلة . كل مشاهد العنف والصراعات والتحالفات قائمة على صبغة طائفية الآن ؛ نحن قذرون أكثر من ذلك ,ولو كان هنالك فكرة أكثر شوفينية من الطائفية لما ترددنا في الأخذ بها لتوسيع حدة التنافر الحاصل بيننا . نحن من قرر أن يظل الوطن حبيسا لحالة غيبوبته ,لم يكن الوطن مشكلتنا ..نحن مشكلة هذا الوطن ..يقتل برصاصات حقدنا الأعمى ويشتعل باستحرار لهب عنفنا القبيح. من نرثي ,ومن نبكي ..ولمن نحبس ماتبقى من الدموع ! تستحضر الذاكرة مشهد العراق قبل ست سنوات ؛ تحشيد طائفي ,تمترس خلف يافطة المذهب اللعين ,فتاوى , ألغام وجثث مجهولة الهوية ,ودم يفيض من الجماجم كعين مياه غزيرة .. وثكالى يندبن الذين ذهبوا دون وداعات أو نية مسبقة للمغادرة ,ومليشيات مخيفة تقتحم الأحياء والحواري بحثا عن رقاب رخوة تروي عطش المقاصل الطائفية هل اقتربنا من كل هذا أيها السادة ؟! من المؤكد أن حالة طائفية أخذت تنمو هنا على نحو متسارع ,وتتغذى من ثدي التحشيد والفرز الذي نشاهده أمامنا ثم نقف عاجزين عن فعل شيء إزاءه ؛ ما يحدث في دماج مجرد بروفة لمستقبل سيتوزع فيه الموت بالتساوي على كل شبر من أرض هذه البلدة ! الطائفية قاتلة ..مخرجاتها تحمل لون الدم ,ورائحة المذابح ,كل البلدان متعددة الطوائف هي بلدان شبه مدمرة ؛ ليس لأنها تجهل مسارها إلى النمو بل لأنها محكومة بكيانات طائفية تقدس الانتقام والجريمة كامتداد لتاريخ من سبقوها من قبل ! لا نحتاج إلى مواراة الأمر وإخفائه بذريعة أننا بهذا نكون قد نكشنا عش الدبابير ..الطائفية المقيتة تنكش كل شيء وتروض أرواحنا لحقيقتها القادمة .. لا اريد أن أكون فزعا أكثر مما ينبغي , لكن الفزع يملأ الآفاق الآن ! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك