بشكل «هستيري» يشتد «صلف» و « عبث» متنفذين يرون في إنجاز يحققه «مؤتمر الحوار الوطني» مشروع دولة نظام وقانون، دولة عدل ومساواة ، ظلوا على خصومة معه عقوداً من الزمن.. مراكز قوى ومتنفذون غير راضين عن تقدّم يحرزه مؤتمر الحوار الوطني ويقترب من موعد الإعلان عن وثيقة و مخرجات له «تؤسس» لدولة مدنية حديثة «تمكن» اليمنيين من تجاوز تبعات نظام حكم ،عبث بالسلطة والثروة والوحدة، و لا تزال أطراف فيه تعمل اليوم على خلق كل ما من شأنه عرقلة الانتقال الكامل للسلطة.. الانتقال إلى دولة اتحادية فيدرالية تحافظ على الوحدة وضامنة لاستمرارها يشتد صلف وعبث هؤلاء كلما لامس نقاش وحوار لفرق مؤتمر الحوار الوطني جوهر المشكلة اليمنية، وحاولوا إيجاد الحلول الناجعة لها .. يشتد ضرر هؤلاء مع عقد فعاليات الجلسة العامة الثالثة الختامية لمناقشة تقارير نهائية لفرق العمل، وكلما اقترب موعد الإعلان عن مخرجات له ، وصياغة عقد اجتماعي صياغة دستور جديد لدولة جديدة ، مخرجات تفضي إلى أمن و استقرار وتداول سلمي للسلطة.. هؤلاء يتحدثون عن مشاريع خدمية وتنموية، وعن الأمن و الاستقرار وهم يعتدون على : أبراج و خطوط الكهرباء ، مؤسسات و منظمات ومنشآت حكومية، أنابيب نفط، أفراد أمن وجيش، يقتحمون ويفجرون في وحدات وألوية عسكرية وأمنية ، ويقطعون الطرقات .. هؤلاء هم من يسوّقون لخلاف وصراع مذهبي يشمل اليمن كله وهم من يُوجد الفوضى في عواصم محافظات ومديريات وأجهزة الدولة. مراكز قوى تقليدية ومتنفذون هم وراء إفساد الحياة السياسية ، ووراء تفشي الفساد المالي و الإداري ، تراهم اليوم يعملون بإصرار على بقاء الوضع كما هو ، مكتفين بإسقاط رأس النظام السابق ، لا يرغبون بإحداث تغيير يفضي إلى أمن واستقرار وتنمية مستدامة .. هؤلاء يوظفون أموالاً وثروات كسبوها بطرق غير مشروعة في تمويل قنوات فضائية وصحف ووسائل إعلامية أخرى لقلب الحقائق وتمجيد كل ما من شأنه عرقلة التسوية السياسية وتحول إلى دولة جديدة ، يوظفون ذلك لشراء الذمم ، لشراء أنصاف المثقفين لتحالف يعيق أي تحول أو تغيير ، للاعتداء على مؤسسات الدولة ، لقطع الطرقات ، لإيجاد فوضى إدارية ومالية، وللاختطافات ، ظانين بأن مثل هذه الأعمال يمكن لها أن تعيق سير عمل مؤتمر الحوار الوطني و الانتقال الكامل للسلطة وبالتالي التوجه إلى حرب يكونون هم في الأخير أُمراءها لا أفراداً تركوا السلطة بفعل ثوري وتسوية سياسية، غير مدركين لتحولات ومتغيرات محلية ودولية، غير مدركين أن حاجز الخوف قد ولّى ، وان ثورة التغيير مستمرة. هؤلاء يتحدثون عن ثوابت وطنية «تختزل» السلطة والثروة في شخص رئيس الدولة و عدد من الوزراء ومجلس نواب وجد لخدمة الحاكم وفساده يتباكون على الوحدة خداعاً ومكراً ، وهم من أضرّ بالوحدة وأفرغها من محتواها، وهم من تفيّد ونهب المحافظات الجنوبية منذ الإعلان عن وحدة اندماجية فورية عام 1990م بإصرار مرتفع السقف ل “ الأخ علي سالم البيض” الذي أصر بعاطفة عالية «يكرره» اليوم بدعوته للانفصال و إيجاد دولة جنوبية مستقلة تحتاج إلى عقود من الزمن حتى تتشكل و تستوي في ظل تحولات و متغيرات دولية لا تسمح له بذلك ، غير مدرك أن في الدولة الاتحادية الفيدرالية ، حكومة محلية و برلماناً وقضاءً محلياً ، سلطات تقوم بعمل دولة تماماً ، باستثناء وظائف سيادية بعدد أصابع اليد الواحدة ، يشارك في ممارستها ممثلون عن سلطات الأقاليم ، وأن وجودها وممارستها في دولة اتحادية فيدرالية أقوى من وجودها في دولة جنوبية أو شمالية مستقلة ، وفي كلا الحالتين ، يبقى صلف وعبث مراكز قوى ومتنفذين قائماً ما لم تتخذ الحكومة إجراءات صارمة بحق هؤلاء ، وتعطي صلاحيات و إمكانيات للمحليات تمكنها من القيام بواجباتها، حكومة تستمد مشروعية تحركها من إرادة شعبية وتأييد إقليمي ودولي ، ويبقى إصرار علي سالم البيض على الانفصال «سيفاً مسلطاً على رقاب الكل» ما لم يتجه هذا الكل إلى دولة اتحادية فيدرالية، ديمقراطية تحافظ على الوحدة وتضمن استمرارها بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وبعيداً عن المناورة والتكتيك السياسي الغبي. رابط المقال على الفيس بوك