ليس لنا من الأمر شيء.. طالما والأرض تُخرجُ فراعينها المتربصّين ببسطاء الطين والمجتمعات المُنهكة.. كأنهم جرذان بأثواب زاهية سرعان ما يتكشّف بؤسهم الرجيم. الفراعنة بمصر قديماً كانوا أصحاب حضارة وتأريخ عريق.. ولم يكن لهم وفيهم من كارثة سلبيّة سوى الملك الذي وقف أمام نبيّ الله موسى.. ليجد عقاباً بحجم التأريخ وحجم الحضارة وحجم التعنّت والغرور.. حتى قيام الساعة. أما الفراعين الجدد المتجددون فهم من تناسلوا من ذلك الملك لا من تلك الحضارة الشاهقة.. وتكاثروا في كل الأصقاع والأوطان حتى لم نعد نفرّق بين أحد منهم إلا بمقدار رصيده من القتل والفتك والدمار. لقد استمرأ هؤلاء الأوغاد دهس كل حلم بسيط للعامّة.. ليزيّن لهم الشيطان النجاة بأحلامهم وأوهامهم التي أكلت الأخضر واليابس.. وأفرغت سمومها في جسد الفطرة الإنسانيّة.. لينتجوا واقعاً بائساً سيخلدهم في قاموس الخزي والعار. والأعجب من كل هذا أنّ كل فرعون صغير لا يتعّظ بالنهاية الأليمة للفرعون الذي سبقه إلى دائرة الجحيم والنهايات الوخيمة.. وتلك حكمة الله لعلّ وعسى.. أو فذاك جزاؤهم الذي لن يفلتوا منه مهما تربّعوا على عروش الغباء.. وفوق نقوشها الباهتة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك