بعد نقاش طويل ومستفيض حول الحرب في صعدة تساءل مذيع أحد البرامج الفضائية عن ماهية الحل؟وفي سجالات عديدة – وعلى مختلف المستويات والتخصصات – ينبثق التساؤل عند كل مشكلة أو حرب تواجه اليمن واليمنيين عن ماهية هذا الحل؟ إن مثل هذا التساؤل الأزلي والمستمر – بالنسبة لنا – يبرز اليوم بقوة ،خاصة ونحن على عتبات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني فضلاً عن البحث عن حلول تحد من تفاقم المشكلات المذهبية والجهوية والمناطقية والشطرية..وبالتالي حاجتنا للإجابة عن مثل هذا التساؤل الأزلي باعتباره مسألة ضرورية وحتمية وملحة خاصة في ظل هذا الاستقطاب المجتمعي الحاد. وبمعزل عن كل الواجهات واليافطات التي تقف وراء كل الاجابات عن هذا التساؤل الوطني بامتياز، سواء كانت في خندق مصلحة الوطن أو تتدثر بعباءته أو كانت ترتدي سروال الحركة السلفية أو كوفية الحركة الحوثية وغيرها من رموز الميليشيات والمدارس المذهبية والطائفية.. بمعزل عن ذلك،فإن إجابة هذه الأطراف تنحصر في اتجاهين متناقضين لا يستقيمان مع منطق الدولة ولا يلتقيان على مصالح الوطن والمواطن. وفي هذا الصدد، لسنا بحاجة إلى مزيد من الاستفاضة ونحن نؤكد أن الحل يتمثل ويتحدد في ضرورة بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ينبغي أن تقوم على أنقاض كانتونات الطائفية والمذهبية والشطرية بأدواتها وأسلحتها العقائدية والعسكرية.. باعتبار أن هذه النماذج البائسة تقود الشعوب إلى جحيم الاختلاف ونار الاحتراب.. ولعل تجارب الشعوب التي احتكمت إلى هذه الأساليب والأدوات من حولنا خير دليل وشاهد على الويلات التي عانتها طويلاً حتى عادت إلى جادة الصواب المعتمد على الحوار والتوافق والقبول بالآخر والشراكة الوطنية والاحتكام –قبل كل شيء- إلى دولة النظام والقانون والعدالة والتي بدونها يتحول كل شيء إلى فوضى. إن استحضار تجارب هذه الشعوب مليء بالمرارة.. وأحق أن يكون درساً بليغاً تستفيد منه الأمم والشعوب وبخاصة في اليمن ونحن على مشارف مخرجات التسوية السياسية التاريخية، حيث أهمية أن تمارس الدولة سلطاتها كاملة وتعمل على تفعيل القانون وضبط إيقاع هذه الأزمات التي باتت تمثل خطراً حقيقياً على السلم الاجتماعي ووحدة واستقرار وأمن الوطن شئنا أم أبينا. رابط المقال على الفيس بوك