بالطبع.. العنوان أعلاه ليس مستوحىً من أدب الأطفال وإنما هو كناية عن التطورات التي تسارعت على صعيد العلاقات الدولية في الآونة الأخيرة وبحيث أتاحت هذه التطورات والمستجدات لروسيا التي يطلق عليها الدب والصين التي تعرف بالتنين الأصفر.. بالعودة مجدداً وبقوة إلى المياه الدافئة في منطقة الشرق الأوسط. وبخلاف علاقات الصين الطيبة والجيدة مع دول هذه المنطقة ووقوفها المستمر مع القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلاً عن دعمها المستمر للدول الفقيرة.. بخلاف ذلك يُنظر إلى عودة الدب الروسي - وعلى هذا النحو- إلى المنطقة بعين الشك والقلق، رغم التطمينات التي تطلقها إدارة الرئيس بوتين.. رأينا أبرز تجليات هذا المشهد في عودة العلاقات العسكرية مع مصر برسو أول سفينة روسية حربية في الموانئ المصرية بعد مرور أكثر من أربعة عقود على القطيعة، فيما جرى الحديث وبقوة عن إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية في أرض الكنانة. ومن الطبيعي أن يتماشى هذا التواجد مع تراجع الدور الأمريكي، ليس عن فضاء دول المنطقة فحسب وإنما عن المسرح الدولي برمة، حيث ينظر إلى إدارة الرئيس أوباما باعتبارها قد وقعت في أخطاء استراتيجية إزاء تعاملها مع هذه المستجدات على مسرح السياسة الدولية برؤية لا تتناسب ودورها المؤثر على مستوى خارطة العالم وتحديداً تجاه قضايا الشرق الأوسط وتنصلها الواضح عن حلفائها في المنطقة، فضلاً عن تأثيرات الصراع الداخلي الذي يفرز بين الأمريكيين نسبة إلى جذورهم العرقية ولون بشراتهم التي دعت أحد الساسة البيض لوصف الرئيس أوباما بالأسود الكذاب.. وجميعها عوامل ألقت بظلالها على تراجع الدور الأمريكي على خارطة مسرح العمليات السياسية والعسكرية عالمياً لحساب قوى أخرى. وتبقى الإشارة إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد اضطراداً في مسار تحولات السياسة الدولية تجاه منطقة الشرق الأوسط وقيام تحالفات جديدة تعيد المشهد الذي غاب عن سماء هذه المنطقة لعقود خلت.. لعل أبرز ذلك ما نشهده اليوم في عودة رموز تلك الحقبة.. وفي المقدمة الدب الروسي والتنين الصيني والحبل على الجرار!!. رابط المقال على الفيس بوك