قد يأتي الموت في عباءة الفرح اخترقت رصاصة الانفلات الأمني والقيمي صدر الصغير(جبران محمد عبدالله حسن) لتدمر رئته وقلبه وتلتهم جزءاً من فقرات عموده، لتكسر تلك الرصاصة قلب الأب والأم على السواء وتضاعف جراحهما معاً. خيباتنا هي التي صنعت آلامنا وتركت مساحة كبيرة للفيروسات القاتلة بالانتشار وغض الطرف عن القضاء عليها بأي وسيلة كانت من الجهات المختصة. العرس يتحول إلى مأتم لأسر تفقد فلذات أكبادها بالتصرفات الشعواء من شباب هادم لذاتها وللآخرين، يتباهى بالسلاح والرقص على أرواح بريئة، فمن يتحمل تبعات الإجرام؟! ومن يجبر كسر(جبران) و(والديه) وأرواح أخرى تذوي وتفنى؟!. بيد واحدة حاملاً بندقية الموت متوجهاً ليحصد ثلاثة أرواح ينتقلون في لحظات إلى عالم غير عالمنا الخائب الذي لم يصنع لنا كرامة ولم يرع تلك الأرواح، إضافة إلى رابعهم( جبران) الذي ظل في العناية المركزة حتى كتابة هذ المقال. الأب الذي يغادر بيته باكراً ليوفر لأبنائه لقمة العيش الحلال ويعود مساءً منهكاً كالاً، حال متواضع، وواقع مثقوب، وانكسارات كبيرة وكثيرة، كل ذلك يُختم بمأساة أكثر انكساراً وأكبر ألماً. من يقل عثرات الحال المتواضع، واليد القصيرة لأسرة جبران؟ ومن يلئم قلب جبران المكسور؟ وهل يكفي أن نلعن الواقع؟ ما الذي يجدي من ذلك؟ أين وكيف يأوي الأب وتأوي الأم إلى ركن شديد؟ هل نملك الشجاعة والقرار لنقف أمام الظلم والعبث ونحاسب العابثين؟ ليسوا بعيدين عن أعيننا، ولا يتوارون في أوكارهم، إنهم يمرون ليقولوا لنا وبكل بجاحة ها نحن نَقتل ونعمل ما نشاء فمن يستطيع أن يكبح جماح سعارنا؟ ليست الظاهرة- ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس التي تستحق الوقوف عندها بل هو السلاح المنتشر والأكثر انتشاراً وتوفراً من ماء تعز وأمنها. وهل مهمة الأمن الذي يجب أن يتوفر لتعز بالخصوص محدود التوقيت ومحدود الانتشار في المكان؟ كثيرون هم المُنكسرون، والمكسُورون، والعابثون لا نحتاج جهداً لنعرفهم ونتتبعهم، نحتاج فقط إلى إخلاص النيات، وحس المسؤولية، وترسيخ الانتماء، وإقامة العدالة وإشاعتها دون تفريق أو تصنيف. تلك الأسر التي فقدت فلذات أكبادها إلى غير رجعة من يأخذ بحقهم ويجبر كسرهم؟ وأسرة جبران فالمصاب مصابان، مصاب قلب ، ومصاب جيب، فالقلب مكسور ( بجبران) والجيب مثقوب ( بالمال)، فإن لم يكن للإنصاف سبيل فالله أكبر وهو خير الحاكمين:( إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين). ليس لأن والد جبران هو ابن قريتي وجبران في منزلة ابني بل لأن روح الأبرياء والضعفاء أحق أن تُجند لهم كل الإمكانيات والعين الحارسة لحمايتهم لكونهم الحلقة الأضعف والتي لا تستند إلى ظهر شيخ، أو مكانة مسؤول، أو دعم قبلي. هل نستهين بدموع أم تسكب دموعها من قلبها محروقة، مقيدة الإرادة، منكوبة الحال، مكسورة الجنان؟! وأب شارد العقل، عيناه على ولده ترفرف مع نبضات قلبه الضعيف، من يستطيع أن يكون في مقام أحدهما؟ إنها الجروح الغائرة في الواقع المكسور، وهل يملك واقع مكسور أن يجبر كسر قلب جبران؟!. رابط المقال على الفيس بوك