أصبح المغربي (جمال بن عمر) جزءاً من التاريخ اليمني كشخصية هامة في أهم مرحلة تاريخية مرحلة الحوار والفترة الانتقالية الحرجة، حيث أصبح الشخصية المحورية ومن تتجه إليه الأنظار كلّما اشتدت الأزمة بين المتحاورين .. فهو ممثّل المجتمع الدولي الذي يستطيع الضغط على كثير من الأطراف خاصة الطرف المستفيد من العرقلة والذي يملك أرصدة مالية ضخمة يتغاضى عنها المجتمع الدولي كثيراًً.. كان جمال بن عمر قد اتهم طرف الرئيس السابق قبل أيام بعرقلة الحوار وأهم ورقة تحدّث عنها هي الأموال المنهوبة التي قال: إنها كافية لكي تسد حاجة الشعب اليمني في الفترة القادمة فلماذا لا يعمل المجتمع الدولي على استعادتها بدلاً من التلويح بها كورقة ضغط فهي حق الشعب اليمني. دعونا من هذا الآن ونبقى مع شخصية المبعوث الدولي المغربي الذي خطف إعجاب كافة اليمنيين بدبلوماسيته وصراحته ومواقفه الواضحة. كان الرئيس السابق وجماعته يكيلون المديح له مراراً وتكراراً ربما أكثر من بقية الأطراف كرشوة تعود عليها في فترات الحكم، بل أن هناك ربما عشماً بإمكانية شراء ذمة الرجل.. فالأموال كثيرة وهي مطروحة لكل من يساهم في إفشال المرحلة الانتقالية وعودة عجلة التاريخ إلى مزرعته، حيث مازالت الأبقار ترعى فيها إلى الآن، ولاشك أن المبعوث الدولي صيد ثمين للغاية ونسوا أن (بن عمر) ممثّل للمجتمع الدولي ولن يكون يوماً عبده الجندي ولا أحمد الصوفي يبيع العهد والعشرة والقلعة ببلعة وبواحد شاهي وقرص خبز ناشف. الأمور تسير نحو إنجاح الحوار على أية حال رغم كل التعثرات وتعكير الأمن وتشغيل الخلايا النائمة و «المنعسة» من بقايا النظام السابق المتواجدة في مفاصل الدولة.. وموقف (بن عمر) حازم ومتجه إلى مزيد من الكشف للمعرقلين إياهم، وهذا ما فسّر ويفسّر الهجوم القوي من إعلام وقيادة المؤتمر جناح «صالح» ضد «جمال بن عمر» والمطالبة بتغييره بآخر حتى لو كان يهودياً بحسب بعضهم.. هنا تظهر الكثير من السذاجة حيث المراهنة كانت على شخص المبعوث الدولي لعرقلة التغيير وعادت أحلام الزعيم ترقص من جديد على رؤوس المواطنين الذين هم في عُرفه ثعابين يجب ضربهم على الرأس، ولم يعِ هؤلاء أن القضية حسمها الشعب اليمني ولو كان هناك عقل لحرصوا على التكفير على ذنوبهم في الدفع نحو إخراج اليمن إلى شاطئ الأمان لا إلى محاولة إغراق السفينة في الظلام والقمامة والقوارح والاغتيالات.. بن عمر لم يقصّر وحدّد بتقريره في مجلس الأمن (النظام السابق) كطرف مُعرقل للحوار مع ما فيه من عقوبات قادمة فيما لو استمرت العرقلة و(الخبطات) المتعدّدة والإشاعات التي تطلقها الصحف والقنوات المموّلة من مال المنهوب الذي يموّل كلّ «العك» والإرباك وضرب مصالح وأحلام اليمنيين؛ وهو ما يوجب أن تتحوّل الأموال المنهوبة وإعادتها الى القضية الأولى للثوّار والشعب وكل الوطنيين الأحرار لكي نوقف أعمال التخريب والإعاقة من ناحية ونضمن تمويل الفترة المقبلة من حقنا «مش» من حق الناس. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك