أيها المنفى الذي أطل من فينات الوطن النازف آلاف الجراحات والمتقوقع في المجهول والدائخ في صراعاتٍ رعناء. أيها الوجع الذي يربيه الفقراء والجوعى كولدٍ عاق وسكير أحمق يطلق النار في كل الجهات. أيها الدم الذي يتقطر من الجنائز والنعوش إلى تربةٍ ثكلى وأرصفة حائرة تحت أقدام أمتهنت المسير إلى مصير جحيمي. أيها الموت الذي ينفثُ دخان سيجارته في فضاء الرهبة بلا اكتراث وبلا هوادة. أيتها المتاريس التي يتخندق فيها الحقد وترتادها الضغائن وحسابات الكسب الرخيص. أيها الزناد والخوذ والعيارات التي غطت الأسفلت والميادين والجولات والساحات والميادين. أيتها القنوات والمذيعون والمحللون الذين ينكبون على ولائم الذبح والتمزيق والأشلاء والسخرية من الجثث والتنطع بالثورية والزعم بحماية الشعب. أيها السُفه المحنط فوق الطاولات والهبلات المنصوبة في مقرات الأحزاب. أيها الساسة الداركولا والحزبيين ال............. والعصابات المأجورة والمغول الجدد والرويبضات والفسقة وتجار الحروب المحترفين. يا موزعي صكوك الشهادة ونياشين الزندقة وأوسمة الهلاك. ياحملة المباخر وأساطين المقابر وجحافل الفيد والفوضى. يا عشاق الخراب والدمار والشتات كونوا لطفاء قليلاً رحماء هنيهة. يكفي .. هولاكو يبكي والحجاج ينتحب وتشرشل مندهشاً وقارون مذعور وفرعون خائف. فانقلوا معارككم إلى الربع الخالي أو إلى مثلث برمودا ، أو إلى أي أقاصٍ أخرى. وأعيرونا فرصة كي ننتشل الوطن الدامي من تحت فركم وكركم. رابط المقال على الفيس بوك