في الوقت الذي كان فيه ينتظر أبناء شعبنا اليمني بآمال كبيرة اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في شهر سبتمبر الماضي حسب ما حدد له سلفاً، إذ بنا نفاجأ بالتمديد له لفترة غير محددة بسبب عدم إنجاز عدد من فرق العمل لمهامها ومنها فريق القضية الجنوبية والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والحكم الرشيد وبناء الدولة.. وها نحن في الشهر الثالث من الفترة الإضافية لمؤتمر الحوار ولم يتم بعد إنجاز القضايا التي مازالت محل خلاف وأخذ ورد وكل طرف يتهم الآخر بأنه المعرقل للحوار والتسوية السياسية. أجزم أن المعرقل هو الطرف الذي عمد إلى إثارة قضايا ومواضيع مخالفة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن رقم «2014 2051» ومخالفة النظام الداخلي لمؤتمر الحوار حيث يعلم الجميع أن التوافق الوطني، تم بناءً على أسس ومبادئ ومضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي نصت على الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وأمنه واتخاذ خطوات ترمي إلى تحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والتدابير اللازمة لضمان عدم حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني مستقبلاً. أليس الإصرار على النبش في الماضي وفتح الصفحات المأساوية للصراعات السياسية على مدى الخمسين عاماً الماضية، وكذا الإصرار على العزل السياسي، وإلغاء الحصانة وتفصيل مخرجات وقرارات مؤتمر الحوار على مقاسات شخصية هي عراقيل واضحة لمؤتمر الحوار ومخالفة صريحة لمضامين المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية المزمنة ونسف لجوهر الوفاق الوطني والتوافق السياسي، الذي تم بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وتكتل أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم؟. أليس الإصرار على إقرار نصوص عائمة حول بناء الدولة ستذهب باليمن واليمنيين إلى الجحيم، وذلك بأن تكون الدولة الاتحادية من إقليمين بحدود ما قبل 22 مايو 1990م أو تقسيم البلاد إلى ثلاثة أقاليم «إقليم الجنوب ويضم المحافظات الجنوبية والشرقية بالحدود الشطرية السابقة التي كانت قبل عام 90م» وإقليمين في الشمال على أساس مذهبي «إقليم للشوافع وإقليم للزيود». هل طرح مثل هذه القضايا يصب في صالح الوطن والشعب اليمني؟.. وهل استمرار الخطاب السياسي المأزوم والحملات الإعلامية التي تؤجج الخلافات، وتزيد من الاحتقانات وتوغر الصدور وتعمق الأحقاد والضغائن في النفوس، وتنكئ الجراحات وتثير النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية.. هل تصب في إطار المصالحة الوطنية والوفاق الوطني والتوافقي السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية؟ أجيبونا يا قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ويا علماء اليمن وساستها ومفكريها ومثقفيها ومشائخها وعقلاءها؟.. أجيبونا يامن تعملون على خلط الأوراق لإطالة أمد الأزمة بغية تحقيق مكاسب ومصالح حزبية وشخصية آنية على حساب المصالح الوطنية العليا للشعب والوطن.. ألا تعلمون أن العبث بالحوار، وخلط الأوراق لإطالة أمد الأزمة ستكون له عواقب وخيمة على الوطن والشعب وسيلحق الضرر الجميع دون استثناء. أيها المتصارعون على السلطة والثروة اتقوا الله في وطنكم وشعبكم.. عودوا إلى جادة الصواب قبل فوات الأوان. وعلى رأي الفنان التونسي لطفي بوشناق (خذوا المكاسب والمناصب لكن خلوا لي وطني). حكموا عقولكم وضمائركم واتعظوا بما حدث بعد أن انهارت الدولة في العراق والصومال وليبيا وما يحدث في سوريا ومصر وتونس.. كفى عبثاً بالوطن والشعب واعلموا أنكم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة أمام الملك العادل سبحانه وتعالى في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه لا مال ولا بنون ولا سلطة أو ثروة أو وجاهة أو قبيلة أو حزب وعشيرة. ezzat-mustafa.blogspot.com رابط المقال على الفيس بوك