لا يحتاج الإنسان السوي صاحب الضمير الحي إلى تفكير طويل لمعرفة الأسباب والدوافع وراء العمل الإرهابي، الذى وقع في وزارة الدفاع الأسبوع الفائت وراح ضحيته مئات الشهداء والجرحى، فالهدف واضح وضوح الشمس، وهو إرباك المشهد السياسي وإفشال مؤتمر الحوار الذى وصل إلى مراحله النهائية والمستفيد من ذلك هم أصحاب المصالح الذين ظلوا لقرابة أربع عقود مسيطرين على السلطة والثروة، الآن يشعرون أن مصالحهم سوف تنتهى في حالة نجح الحوار، ووصل المتحاورون إلى توافق يحقق العدل والمساواة والشراكة الحقيقية بين كل أبناء الوطن، لذلك هم يعملون بكل قوة مستفيدين من أموال الشعب التي نهبوها طوال العقود الماضية من أجل إفشال هذا الحوار وعدم تحقيق أهدافه.. لقد حاولت هذه القوى طوال العامين الماضيين على إعاقة التغيير من خلال إشاعة الفوضى وإحداث الاختلالات الأمنية بهدف إطفاء شمعة الأمل وإصابة المواطنين، لاسيما البسطاء منهم بالإحباط واليأس حتى لا يستمروا في طريق الثورة والتغيير ويحنوا إلى العودة إلى الماضي، لكنهم فشلوا في ذلك والآن يستخدمون آخر أوراقهم من خلال استهداف مراكز حيوية حتى تصاب الدولة بالشلل وإظهار القيادة السياسية والحكومة بصورة العاجز الذى لا يقدر على فعل شيء، بالتالي الاستسلام والتوقف عن مسيرة التغيير... مؤتمر الحوار وصل إلى مرحلته النهائية، وماهي إلا أيام معدودة سيتم التوافق بين اليمنيين على وثيقة تاريخية ستكون نقطة انطلاق نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على العدل والمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية بين كل أبناء الوطن في السلطة والثروة، تحقق الآمال والتطلعات التي ناضل من أجلها الشعب اليمنى منذ عقود من الزمن، وهذا يعنى انتهاء دولة الفيد دولة الفرد والعصابة، بالتالي انتهاء الامتيازات والمصالح التي كان يحصل المتمصلحون من رموز النظام السابق والانتهازيون المتاجرون بمعاناة الوطن وأصحاب المشاريع الصغيرة، هذا ما جعلهم يسعون بكل قوة إلى إفشال الحوار، بعد أن عجزوا عن احتوائه والسير به في طريق يضمن بقاء مصالحهم، لذلك اتجهوا إلى خلط الأوراق وإرباك المسار السياسي من خلال أعمال العنف التي كان آخرها وأشدها الهجوم على وزارة الدفاع. رابط المقال على الفيس بوك