«1 2» مشكلتنا هي أن علاقتنا مع الأشخاص أهم من علاقتنا بالقيم والأوطان، هي بالتحديد همجية بها نضيع الوطن والمصلحة العامة لصالح الأشخاص، حيث يحتمي الأشخاص وراء هذه العلاقة وهذه العصبية التي تعطي اللصوص والقتلة والفاسدين فرصة ومساحة كي ينجوا كل مرة؛ بل يحشدون كل مرة الناس لمواجهة بعضهم والوقوف ضد مصالحهم العامة لصالح المصالح الشخصية الفاسدة التي تحتمي بتشابك العلاقة العاطفية الفاسدة والعصبية التي ينقصها الوعي. يضيع الحق بين ثنايا العصبيات والأمزجة وشخصنة القضايا الوطنية، يأتي فلان يميناً؛ فنتجه شمالاً، ويتجه شمالاً؛ فنتّجه يميناً، ليس بحثاً عن الصواب؛ بل لمخالفة الشخص. ولأننا نكرهه أو "مش صاحبنا" حتى ولو كان الصواب هو الاتجاه يميناً، والعكس قد يأتي من نحبه يميناً أو شمالاً فنتبعه حتى ولو أن المصلحة والصواب غير ذلك؛ نتجاهل الصواب والمصلحة ونركّز على الشخص والأشخاص، ونسأل: هل فلان موجود، أو جماعة فلان موجودة..؟! وليس عن وجود الصواب والمصلحة الوطنية، فالمعيار هنا هو علاقتنا بالشخص والأشخاص والحساسيات وليس الصواب والمصلحة. يسأل الناس عندنا عن الشخص وليس عن العمل ولا على الإنتاج والقيمة؛ ولهذا لا يعرف الناس تنافس البرامج؛ بل يتنافس الأشخاص ومن ثم تجد الصورة الشخصية هي الأكثر شيوعاً، الصورة عندنا هي القيمة الحاكمة والبرامج المعروضة للأسف. نثور وننتصر على الفساد، ونظهر قوتنا كشعب على أفضل ما تكون القوة النبيلة القادرة، وسرعان ما نتخاذل ونقتل الانتصار الذي يضيع بين الحب القاتل والكره القاتل أو التبعية العمياء والخصومة الهوجاء؛ وكلها سم ودمار للمجتمعات والشعوب. ترى متى يمكن لنا أن نتعامل مع الوطن وقضاياه ومع أنفسنا والآخرين أكانوا أصحابنا أم خصومنا، أكانوا حبائب أو غرائب من منطلق القيمة والمصلحة العامة وليس الصورة والشخص والعاطفة المخرومة..؟!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك