لم نعرف الوطن الواحد إلا في يوم الثاني والعشرين من مايو العظيم عام 1990م عندما صار لنا كيان واحد يجمع اليمانيين على تباين مشاربهم الثقافية والفكرية واختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية في وطن حر مستقل، يتعاون أبناؤه بغية النهوض به في مختلف مجالات الحياة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً وعسكرياً وإعلامياً وتربوياً ...الخ . ولم يدر بخلد أحد أنه سيأتي يوم تقوم فيه بعض المجاميع السياسية والقوى المسيسة إلى رفض الوحدة والمناداة بفك الارتباط على سبيل ردة الفعل المنحرفة لأوضاع منحرفة فيما يطلق عليها بفصائل الحراك. إلا أن السواد الأعظم من أبناء محافظاتنا الجنوبية تقف في خندق واحد داعم للوحدة الوطنية المباركة، فالشعب اليمني شماله وجنوبه، شرقه وغربه امتزج مع بعضه وتظاهر، وكون أسراً موحدة على نحو يصعب فيه تفكيك هذه الأسر الوحدوية والذي يعني العجز الشديد في تحقيق مشاريع التجزئة واعتبار ذلك شيئاً من المحال والمستحيل الغير ممكن. فالوحدة قوة وعزة ومنعه، وما تمثلها قوم إلا رُزقوا السعادة وأورثوا المهابة وذاع صيتهم بين العجم والعربان وصاروا قدوة الأمم والبلدان، فلا تنكس لهم راية، ولا تؤخذ منهم ولاية وتأتيهم الدنيا وهي راغمة، فيد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فمن جاءكم يريد أن يفرق وحدتكم أو يشق عصا توحدكم فاقتلوه حتى نظل مجتمعاً واحداً متماسكاً نلجم الفتن ونقطع دابر الشر حتى تخالنا الأمم والأمصار جنة الله في أرضه نواسي الموجوع ونهدي الضال ونغيث الملهوف حتى لو مشينا على أحذية من نار، همنا الجلل انقاذ الأمة من الهلاك والتخفيف على وطننا “المعذب” بلم الشمل واجتماع الكلمة وتجسيد العافية واللحمة. إننا في وطن الحكمة والإيمان الذي سيرفض مشاريع التفكيك حتى وإن ارتدت أثواب العصرنة والحداثة نظراً لأن الشعب اليمني العظيم غير مهيأ لذلك إطلاقاً فهو شعب حديث عهد بالتجارب المتطورة والمتقدمة حيث سيصعب عليه التعاطي والتعامل مع الفدرالية وغيرها كونها لا تلائم الوطن اليمني لخصوصية هذا الوطن الذي لم يتمكن من السعي صوب الدولة المدنية الحديثة لقاء العوازل الشديدة التي تعزله عن التحديث والحداثة والتطور ذلك لأن الوطن اليمني الواحد الموحد في مسيس الحاجة إلى مساحة من الوقت كي يتمكن خلالها من تهيئة نفسه للمشاريع الحديثة المتطورة . فالله ..الله في الوطن ورفقاً بهذا الوطن “المعذب” الذي يجب أن يتحلى أبناؤه بالحكمة والإيمان مصداقاً لقول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين قال:” أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً...الإيمان يمان والحكمة يمانية” فيا أصحاب الأفئدة الرقيقة والقلوب اللينة رفقاً ...رفقاً بالوطن فأنتم ذوو إيمان وأهل حكمة عليكم ألا تكثروا من القتل والقتال وتراحموا فيما بينكم واعلموا أن قتل النفس التي حرمها الله عز وجل إلا بالحق حرام ولها تبعات جسام وعظام حيث التخليد الأبدي في نار جنهم فإذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا: يارسول الله ذلك هو القاتل فما شأن المقتول قال: لقد كان حريصاً على قتل أخيه. فلك الله ياوطن يامن تتألم حسرة وندامة على أبنائك الذين يريدون التفرق بعد الوحدة والاعتصام وللذين يريدون الاحتراب بعد الأمن والسلام فيحملون السلاح ضد إخوانهم من المحافظات الشمالية الذين ليس لهم أي ذنب في بعض معاناة أبناء محافظاتنا الجنوبية بل إن أبناء محافظاتنا الشمالية هم أكثر الناس معاناة لكنهم أهل صبر وثبات ..صبروا على الظلم والتعسف والجور إذ لم يثنهم ذلك عن وحدتهم وأمنهم واستقرارهم لذلك أدعو الجميع أن يحافظوا على الأمن والاستقرار وتفويت الفرص على من يتربص باليمن واهتفوا باسم الوحدة الوطنية المباركة وارفعوا علم الوحدة خفاقاً في الأعالي من أجل أن تجبر القلوب وترفعوا عن المشاحنات والصغائر وأعرضوا عن بث ثقافة الكراهية والعداء والحقد. والله المستعان على ما يصفون