يظل الوطن ذلك المنزل الكبير الذي يجمعنا جميعاً إخوة متحابين، ندافع عنه بكل ما أوتينا من قوة، حتى يظل هذا الوطن ووحدته آمناً مستقراً بحفظ الله ورعايته. وحتى يظل كذلك فإنه من اللازم علينا دونما استثناء أن نتعاون ونتضافر وأن نقف صفاً واحداً في مواجهة من أرادوه بسوء كالعصابات الإجرامية التي جعلت هدفها الأساسي من تمرد وتخريب وإرهاب هو الانقضاض على وحدة الوطن ونظامه الديمقراطي التعددي، وإنجازاته العظيمة، ولكن أحلامهم وأهدافهم المشبوهة تلك لم ولن تتحقق، والفضل بعد الله عز وجل في ذلك يعود إلى كل الوطنيين الشرفاء، الذين لم يقروا، أو يؤيدوا، أو يناصروا أعمال تلك العصابات إلى جانب حكمة قيادتنا السياسية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله- وإلى صمود وشجاعة أبطال قواتنا المسلحة والأمن. ومن هنا فإن الوطن وحمايته والوقوف في وجه تلك العناصر المنحرفة والشاذة أصبح اليوم مسؤوليتنا جميعاً، مسؤولية كل شخص نشأ على أرض الوطن، وتنفس من هوائه، وأكل من خيراته، واستفاد من عطائه، وليست مسؤولية رجل الأمن وحده، فالأمن والاستقرار في الوطن يعني الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والأمني، أيضاً يجب علينا كمواطنين أن نحارب الأفكار المنحرفة والشاذة والمتطرفة الرجعية من خلال مواجهتها بفكر واع معتدل يقبل الحوار ويرضى بالتعايش مع الغير، كما ينبغي أن نربي أبناءنا وإخواننا وأنفسنا قبل كل شيء على ذلك إذا ما أردنا أن نخرج جيلاً واعياً مدركاً لحقيقة الأمور، وأيضاً فنحن نتحمل مسؤولية كبيرة، وذلك فيما يتعلق بغرس حب الوطن، وثقافة الانتماء له، لدى الأبناء والشباب وتعليمهم ما هو الوطن وماذا يعني وماذا يشكل لنا؟ وأيضاً نعلمهم كيف نحافظ على الثوابت الوطنية “الثورة والوحدة والنظام الجمهوري والدستور” ونعرّفهم بحقيقة أعداء الدين والوطن من الداخل أو من الخارج وما يحيكونه من مؤامرات مستمرة لغرض نهب ثرواتنا وخيراتنا وإرجاعنا إلى الوراء إلى عصور التخلف، والمرض والجهل، والاستعمار، ودورنا أيضاً أن نعلمهم ونبيّن لهم سماحة هذا الدين الإسلامي الذي ينبذ العنف ويقبل الحوار مع الغير. فمسؤوليتنا في مواجهة الإرهاب والأعمال التخريبية يجب أن تكون نابعة من حبنا لوطننا الذي قدم لنا الكثير والكثير، ولحمايته يجب علينا أن نتبع كل التعليمات الأمنية والتي تهدف إلى المحافظة على الأمن وتضييق الخناق على الإرهابيين، وأصحاب الأفكار الضالة، من خلال عدم إسكات الأشخاص إلا بعد التأكد من هوياتهم وهويات مرافقيهم وإبلاغ الجهات الأمنية في حال رؤية أية تصرفات غريبة أو مريبة. وأن نسارع بالاتصال بالجهات الأمنية، أيضاً متى ما أحسسنا أن هناك أشخاصاً أو جماعات تحمل أفكاراً غريبة قد تؤثر علينا وعلى من هم تحت مسؤوليتنا مهما كان ذلك الشخص، سواء في المنزل، أو في المدرسة، أو المسجد، أو الشارع، ونناشد في الأخير العلماء والمرشدين وخطباء المساجد أن يركزوا في خطب الجمعة والمحاضرات والدروس على أن هذه الأعمال الإجرامية والتخريبية، وقتل النفوس البريئة، والاعتداء على جنود الأمن هي أعمال غير شرعية ولا يقرها إسلامنا ولا يقبلها، كما أن عليهم أن يعرّفوا الناس بأهمية حب الوطن، وأن حبه من الإيمان وكذلك أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وأن يشرحوا الإسلام على حقيقته السمحة والتي لا تقبل ولا تقر مثل هذه الأعمال. فعلى الجميع أن يعي أن الوطن ملك لكل أبنائه وأن المسؤولية تجاهه مسؤوليتنا جميعاً وفي الصدارة تتحمل هذه المسؤولية أحزابه ومنظماته السياسية في السلطة والمعارضة، وعليهم كافة أن يستوعبوا أن الديمقراطية قد تتباين فيها الآراء وتتعدد الاجتهادات، ولكن الحفاظ على الوطن موحداً وآمناً مستقراً هو السقف الذي لا ينبغي لأي منا أن يتجاوزه لأنه إذا أصاب هذا الوطن الضرر لا سمح الله فلن يستثني أحداً.. ويبقى الرهان على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره هو الرهان المنتصر وكل الرهانات الأخرى ساقطة ومهزومة.. ولا صوت يعلو فوق صوت الوطن. خليجي عشرين تأتي استضافة بلادنا لفعاليات بطولة كأس خليجي عشرين والتي انطلقت في يوم 22 نوفمبر 2010م بمدينة عدن ثغر اليمن الباسم يملؤها الأمن والاستقرار والتنمية والعمران، لذلك كله؛ على كل يمني شريف أن يدرك الأهمية القصوى لهذا الحدث الرياضي الكبير وأن يحرص - بكل ما أوتي من قدرة وإمكانات - على العمل لإنجاح هذه البطولة الكروية الكبيرة وترك الأثر الطيب في نفوس ضيوف اليمن الكبار من أشقاء أو أصدقاء لنعكس الحقيقة الخالدة المروية عن الرسول الأعظم محمد «صلى الله عليه وسلم» القائل: «جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة .. الإيمان يمان والحكمة يمانية..». فوطن ال22 من مايو 1990م أقوى من تهديدات الإرهاب وفيه من الصلابة والتماسك والتلاحم الوطني بما لا يمكن أن تنال منه نوازع العنف والتخريب والإرهاب وأعداء الحياة الذين تجردوا من كل القيم الدينية والوطنية والأخلاقية وسلكوا طريق الغواية الشيطانية. [email protected]