ابتهجت جداً لاختيار الدكتور مبارك سالمين كرئيس لاتحاد الأدباء والكتاب. ومبارك سالمين مبدع قدير ونقابي نزيه ومثقف متأصل الحرية ، نأمل تحريره للاتحاد من متاهة الرسمي والسيطرة السلطوية وفقر المخيلة المؤسسية النقابية .. فخلال السنوات الأخيرة تحول هذا الاتحاد العريق إلى نكسة حقيقية وبمواصفات نقابية غير صحيحة كما صار قائماً على تمجيد الزعيم، باعتباره قائد الحزب المسيطر وجالب الميزانية كما لو كانت هبة ومكرمة. وللأسف لولا قلة قليلة جداً في قيادة الاتحاد تعد من طينة مهمومة ثقافياً-كما قبضت على جمرة المبادئ التأسيسية للاتحاد- لقلنا إن القيمة اضمحلت تماماً من قيادة الاتحاد فيما صار حاضنة صادمة للفساد الثقافي فقط. والمفترض بالتأكيد أن يعود الاتحاد إلى دوره الموضوعي الحيوي كصائن للثقافة التحديثية ومؤجج لجماليات الفكر والرأي والتعبير في المجتمع باتجاه انتصار العقلانية على السلفية والتجديد على التردي... إلخ . تحية شاسعة بالطبع للجميل وللصديق الرفيع مبارك سالمين أستاذ علم الاجتماع الثقافي الذي يعي جيداً أهمية الحاجة إلى اتحاد دون سيطرة وعي الارتزاق والتسلق، كما دون وعي الفهلوة والتردي والمسوخ الحاصل في الاتحاد منذ فترة. نحتاج تماماً إلى اتحاد يصون المعاني الخلاقة في الثقافة والإبداع وليس إلى اتحاد يتلذذ بإفراغه للفعل الثقافي والإبداعي من مضامينه القيمية والمثالية والتنويرية. تحية من القلب لرئيس الاتحاد الجديد الذي عرفناه جسوراً وليس إمعة وصاحب رؤية عميقة وليس مجرد تابع مفرغ.. عرفناه كبيراً متسقاً مع مبادئه وصاحب روح إنسانية مبهرة بينما أدرك بشدة مدى رهانه على الأمل الثقافي والانتصار للحق وللخير وللجمال. [email protected]