ترقّب الناس يوم أمس 14 يناير خاصة الذين يتابعون الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ،كان الجماعة يعدون منذ مدة ويقسمون أنهم سيقلبون اليمن رأساً على عقب ويسقطون الحكومة بيوم وليلة، بعض هؤلاء شركاء في الحكومة طبعاً، كان الجميع يعلم أن أي خروج من هذا النوع لايقصد منه إلا خلط الأوراق وإحداث إعاقة كبيرة في قطار التغيير السلمي بشكل يفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى ويقدم غطاء لمشروع الانقلاب والعنف والحروب الأهلية. أصحاب المشاريع الخاصة يبحثون من خلال هكذا أفعال عن قشة يتعلقون بها لحماية مشاريعهم، أرادوا أن يقلدوا البعض في ثورتهم المضادة بمصر على وجه الخصوص باستخدام الإعلام والمال للتأثير على قطاع كبير من الشعب الأمي سياسة.. ينظرون إلى تجربة مصر ودور الإعلام ويوم 30يونيوكحلم يراودهم كل ساعة ، أخذوا التجربة بحذافيرها لكنهم نسوا أنهم في اليمن وأن شعب اليمن يختلف بوعيه وإدراكه لما بين ووراء السطور وخلفها وأمامها ويقرأها غيباً. راهنّا ومازلنا على وعي الشعب اليمني وحسه السياسي وحكمته، فهو يعلم أن أي حركة ضد الحكومة الحالية لن تكون إلا تحركاً لإخراج الأشباح في عتمة اليمن ونحن بحاجة إلى أن نثقب على فجرنا الآتي وليس استدعاء الليل و«عضاريط» الظلام وخفافيشه... لم يخرج أحد أمس في مايسمى ثورة 14 يناير وكانت سقوطاً لكل المشاريع المضادة ولانريد أن نشمت لكننا نسجل حقيقة إيجابية يتميز بها الشعب اليمني ليس لأن الحكومة لا يأتيها الباطل أو فوق النقد بل لأنهم يعرفون أن الثورة المضادة ضد الحكومة التوافقية التي مهمتها تسيير أعمال هو العنوان الخطأ وأن الهدف هنا هو الشعب واستقراره ومشروع دولته وهي ثورة مضادة. الجميع يشعر ويعرف هذا جيداً فلم يساهم أحد في تخريب اليمن وخابت ظنونهم وكان الشعب اليمني عند حسن ظن نفسه بنفسه.. وعند المسؤولية.. ولا يمكن أن يأتي أي أحد ليخرج من مطبخ النظام القديم والأنظمة البائدة ليأكل الثوم بفم الشعب ولا بآلامه وأوجاعه... فهو يعرف متى يخرج وضد من يثور، إنها عظمة الشعب اليمني وهي رسالة من الشعب اليمني إلى أوباش الخارج قبل صراصير الداخل.. ومع هذا لن يتوقف أعداء التغيير من التحرك في كل اتجاه وتحريك كل أوراق الثورة المضادة طبعاً باسم الثورة والشعب للتخريب المستمر والإعاقة. وعليه يجب على الثوار أن لايتجمدوا في حركتهم الثورية وعليهم أن يبتعدوا عن الخمول والتوقف، فهناك الشيء الكثير الذي يجب أن ينجزوه ومنها حقوق الشهداء ومحاكمة القتلة واستعادة الأموال المنهوبة، لأن هؤلاء اذا تركتموهم فإنهم لن يحترموا أنفسهم ولن يتركوا الوطن يمر بسلام وسيفعلون كل مايستطيعون لتخريبه طالما وهم «فرغ» ولديهم المال والإعلام وفائض كبير من الحقد على الوطن والوحدة والجمهورية والاستقرار . إن يوم 14 يناير وماقبلها من المحاولات المستمرة للانقضاض على الثورة مرحلة تحكي عن صلابة الثورة اليمنية وهشاشة المشاريع المضادة بكل عناوينها وألوانها المتعددة. [email protected]