من حكم المذهب والقبيلة إلى حكم القبيلة والعسكر: كل مشاكلنا التاريخية العميقة استمرت تأتي من الشمال. ولقد تعبنا من هذه الأوضاع المعقدة بما يكفي. غير أننا لم نتوقف عن الحلم بوطن حقيقي يتساوى فيه الجميع ويتشاركون. وطن المدنية والمواطنة لا الوطن المتعجرف والأناني. لذلك نحتاج إلى أداءات تصحيحية في الواقع والفكر لا مضاعفة الشعور بالقهر الوطني لقطاع واسع من الشعب لصالح مراكز قوى ونفوذ همجية ولاتشبع. بمعنى آخر يفترض أن تكون لحظة حاسمة للحساب الوطني ومن غير المعقول أن كل طرف في هذا الخراب يستمر داخلاً في الربح وخارجاً من الخسارة!. ثم حين نتفق جميعاً بلا استثناء على أن وعي المركزية المهيمن في الحكم لايؤدي إلى بناء دولة أبداً حينها فقط سنتمكن من بناء دولة. والحاصل أن قضية الجنوب من المحال طبعاً أن يتم تسويتها على طريقة الصلح القبلي!. على أننا كنا أشرنا أكثر من مرة إلى أن السلام والتقدم والمستقبل السوي لليمن في سلم اهتمامات مراكز القوى التقليدية التي تريد بالحوار فرض إرادتها المأزومة لا أكثر ولا أقل. [email protected]