إن بناء الدستور الجديد ينبغي أن يتم إنجازه خلال فترة وجيزة, لأن الشعب قد صبر كثيراً ولايكافأ إلا بإنجاز الدستور الذي يرسم ملامح مستقبل اليمن ويحقق الآمال والتطلعات للكافة ويعزّز الوحدة الوطنية ويصون السيادة المطلقة للجمهورية اليمنية, ومن أجل ذلك فإن الشعب ينتظر تشكيل اللجنة المعنية بصياغة الدستور باعتبارها الخطوة الأولى على طريق رسم ملامح المستقبل الأكثر إشراقاً وقوة, بل إن الشعب اليمني قد بلغ درجة عالية من الإدراك لأهمية الدستور وحضور القانون, لأن غيابهما في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كارثة تهدّد السلم الاجتماعي وتنال من الاندماج السياسي وتعرّض الوطن اليمني كله إلى انتقاص سيادته المطلقة. إن الصبر والجَلَد والأناة والتبصّر والرؤية التي أظهرها الشعب اليمني خلال الأزمة السياسية من 2011م قد بدأت تتآكل، ولذلك ينبغي إنجاز المهام وتلافي اضمحلال صبر الشعب والعمل على بعث الأمل فيه من جديد وشد العزيمة من خلال الإعلان عن تشكيل لجنة صياغة الدستور والبدء الفوري في إنجاز المهام العاجلة المتعلقة بالتهيئة لإجراء الاستفتاء الشعبي العام على الدستور, لأن ذلك هو الطريق الآمن للانطلاق صوب المستقبل. إن الشعب يكابد ويصابر ويتحمل صنوف العذابات على أمل التخلّص من كل الآثار الكارثية التي خلفتها الأزمة السياسية, ولتدرك كل القوى السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني أن صبر الشعب الذي تحلّى به خلال الفترة من 2011م وحتى اليوم كان خلفه قوة الإيمان وعظمة الحكمة وتفويت المؤامرات العدوانية على اليمن التي استهدفت وحدته وأمنه واستقراره وسيادته المطلقة, ولذلك لايجوز مطلقاً التطويل في إنجاز المهام, وينبغي أن يقابل صبر الشعب بتحقيق آماله وطموحاته وإنجاز المهام المتعلقة بالدستور التي نصت عليها المبادئ الأربعة التي حظيت بإجماع أعضاء الحوار الوطني في الجلسة المنعقدة يوم الأربعاء 8/1/2014. إن مرور الوقت بالتباطؤ يخلق ضجراً شعبياً ومللاً ويقلّل من التحلي بالصبر ويدفع إلى التشاؤم ويعزّز عدم الرضا, وينبغي أن يدرك الجميع المسئولية الوطنية التي تترتب على ضياع صبر الشعب, وأن يكون الجميع عند مستوى المسئولية من أجل الاستفادة من الوقت وإنجاز مهام المستقبل الذي يحقق الأفضل والأقوى بإذن الله.