الحرص الذي ينبغي أن تظهره القوى السياسية الوطنية ينبغي أن يكون في اتجاه وحدة الصف وتقوية روابط التقارب والتآلف والتسامح والتصالح من أجل بناء جسور الإتصال والتواصل بين المكونات السياسية المختلفة والكف المطلق عن الإثارة التي تحاول نبش الماضي واستحضار آلامه وأوجاعه, والعمل بروح المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية من أجل تجاوز الخلافات أياً كانت والوقوف بجدية متناهية أمام صناعة المستقبل بتفكير عميق بدلاً من اللهو في الإثارة المعيقة لمد جسور التواصل والاتصال المعززة لروح المسئولية. إن المواطن اليمني في المدينة والريف لم يعد له من حديث غير الأمنيات القلبية التي تجنب اليمن ويلات الصراعات ولم يجرؤ على الحديث الذي لايصب في خانة الوحدة الوطنية إلا تجار الحروب وصنّاع الأزمات والملكفون من الغير بإثارة الفتنة وصب الزيت على نيرانها بهدف منع اليمنيين الأحرار من الوصول إلى كلمة سواء تعزز الوحدة الوطنية وتصون السيادة المطلقة للجمهورية اليمنية على كل مكوناتها البشرية والجغرافية. إن الجرأة على بث روح الشقاق والاختلاف لم تأتِ من عمق الداخل الوطني مطلقاً، ولكنها جاءت من الغير من خلال استغلال ضعفاء النفوس وأصحاب الأحقاد والكراهية الذين استطاع الغير أن يجندهم للنيل من الوحدة الوطنية وتوسيع هوة الخلافات بما يحقق النتيجة النهائية التي تصب في خانة أعداء اليمن الراغبين في تمزيق وحدته ومحو آثار تاريخه الحضاري والإنساني المتفرد الذي فجر طاقات الإبداع الإنساني. إن على الذين لايمتلكون إلا الإثارة والتغزل في المشاريع المدمرة أن يسخروا اقلامهم المثيرة للفتنة في خدمة الدين والوطن والإنسان ،وأن يدركوا بأن مايتفوهون به وتكتبه أقلامهم ليس إلا مجرد سموم يحاولون بثها في أوساط الشعب لايستفيد منها غير أعداء اليمن عقب خروجه من أزمته المفتعله من القوى المعادية لقيم الديمقراطية والرافضة لوسائل السلام والمحبة والوئام، ولذلك نقول لهم ولأمثالهم: كفى إثارة لنار الفتنة، ولنعمل من أجل المستقبل الذي يكفل الحرية والوفاء لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م بإذن الله.