جميل جداً أن تُصدر كتب ومؤلفات عن رجالات وهامات تركوا بصماتهم على كل ذرة رمل في أوطانهم وجميل جداً أن يُدوّن التاريخ بأحرف من نور لقادات أرادوا أن يصنعوا المجد والتاريخ لأبناء شعبهم ولكن الأجمل والأفظع من هذا عندما يكون المؤلف والكاتب يتحلى بروح المثابرة وبخالص المصداقية في البحث عن الحقيقة والمعلومات الصحيحة حتى تكون كتاباته ومؤلفاته مميزة في عالم الكتب.. وقفات على سفوح المجد، كتاب أُصدر أخيراً عن مطبعة (13) يونيو للطباعة والنشر. الكتاب يتكون من (400) صفحة ، الكتاب يتكلم عن حياة الشهيد إبراهيم الحمدي وتجربته في الحكم كتاب رائع جداً ليس لأن المؤلفان للكتاب اختاروا الكلمات الفصحى والرنانة وإظهار هذا الرجل بصورة رائعة بل لأن المؤلفين اعتمدوا في تأليف كتابهم على المراجع الصحيحة والوثائق الصادقة من (الصحف والأفلام ومقاطع الصوت والفيديو) والتي كانت تُسجل وتكتب آنذاك عن فترة حكمه لليمن الحبيب فالشهيد الحمدي رحمه الله يستحق أن يُدون ليس في الكتب وحسب بل في ذاكرة ووجدان أبناء الوطن كافة ويجب أن تدرّس سيرة هذا الرجل في المناهج الدراسية لأنه رجل صنع الوطن في مدة بسيطة جداً وأحدث دولة نظام وقانون هذا كما يقوله التاريخ حيث أن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء (توماس كارلايل). يتكون الكتاب من أربعة فصول يتفرع من كل فصل عدة مباحث الفصل الأول شخصية الرئيس الشهيد مولده، ونشأته، وفلسفته في الحياة، السمات القيادية، ورؤيته وعلاقته بالقوى السياسية. وفي الفصل الثاني تكلم عن حركة الثالث عشر من يونيو وإنقاذ السلطة من الانهيار. وفي الفصل الثالث يحكي عن حركة الثالث عشر من يونيو الاتجاهات والإنجازات على المستوى الداخلي والخارجي وفي الفصل الرابع والأخير «يحكي عن الثورة المضادة واغتيال المشروع» وما قيل عن هذا الزعيم ومراثيه ومحاولة طمس آثاره وخاتمه الكتاب أيضاً ملحق القرارات وخطاباته وملحق الصور وقائمة المراجع والمصادر .أخيراً أوجه الشكر والتقدير لمؤلفي الكتاب وأقول شكراً لك أيها الكناني عبدالغني وأنت تغوص في بحر السجلات والمعلومات والوثائق ليكن ما قمت به عملا مقترناً بالبراهين الواضحة والأدلة القاطعة فكنت جديراً وموفقاً في ذلك فبوركت وبورك مسعاك. وأنت أيها الحمودي عبدالسلام شكراً لك تألقك وأنت تبري قلمك لرجل رفض أن يُقترن اسمه بالمذابح فذبحوه. فهو يستحق كل ما ذكرته وشاكراً مسعاكم الطيب وعملكم النبيل فها هو كتابكم يتألق في زمن كتب وكتيبات ألفت عن رجال وقادة لا يوجد وجه مقارنه بينهم وبين الشهيد إبراهيم الحمدي. الكتاب صدر متأخراً ومن الأحرى أن يكون قد صُدر قبل عشر أو عشرين سنة ولكن أللهم لا شماتة فالظروف السياسية التي مرت بها اليمن كانت تحرم نشر مثل هذه الكتب ساعية إلى طمس هوية وطن وتاريخ أمة ولكن للأسف الأشخاص يذهبون ويبقى التاريخ. أخيراً لطالما ووطنا الحبيب يمر بمنعطفات خطيرة جداً وأحداث ووقائع جمة فلا بد أن يكون للمبدعين والكتّاب والمؤلفين والصحفيين أقلام حرة تدوّن التاريخ والشخصيات وبدون مزايدة حتى يكون ما كتبوه شهادة لله والوطن والتاريخ لأن التاريخ ليس إلا سيرة للرجال العظماء!. [email protected]