يظل العقل السوي المعتصم بحبل الله المتين القادر على فعل الخير العام والمانع للانحراف صوب المخاطر والقابل للتعامل مع الآخر بروح المسئولية الايمانية التي تفرض التعايش والتعاون والتكافل والتسامح والتصالح من أجل كف الأذى عن الناس ومنع الاحتراب والانقسام وهو ما راهنت عليه منذ بداية الأزمة السياسية في اليمن ولأن الايمان بأهمية السلم الاجتماعي مستمد من الأمر الإلهي الساطع بقوله تعالي( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) فقد تجاوز اليمنيون التحديات الكبرى التي استهدفت كيان دولتهم الواحدة والموحدة وطمس معالم ارثهم الحضاري والإنساني وكان الحوار المنهج العلقي الذي قاد إلى كلمة سواء تخلص مجتمع الدولة من التفكك والانحراف عن طريق تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية. إن الانجاز الذي ينبغي الوقوف أمامه بجدية متناهية خلال هذه الفترة هو بناء الدستور باعتباره البوابة التي من خلالها يرسم اليمنيون ملامح مستقبلهم وقد اشرت في مواضيع سابقة إلى أهمية بناء الدستور بل وقلت صناعة الدستور والسبب في هذا التأكيد المستمر ان الدستور المحكم صياغته بالمصطلحات ذات المعاني المحددة وغير القابل للتأويلات هو الفعل الوطني الأكبر خلال هذه المرحلة بمعنى ينبغي ان يكون الكافة مشغولون بالدستور وصناعته ولا يجوز ان تشغلنا القضايا الجانبية عن المهمة الرئيسية وبناء عليه ادعو المفكرين في النظم السياسية والدستورية إلى اشباع هذا الجانب وبيان خطورة الصياغات الهزيلة التي تحتمل أوجهاً متعددة وينبغي ان تعقد لذلك الندوات والحلقات النقاشية والمحاضرات وان يكرس الإعلام الرسمي بدرجة أساسية للقيام بدور التوعية بأهمية الدستور وكيفية صناعته. إن محاولة بعض القوى السياسية اشغال الرأي العام بالبطولات الوهمية ذات الشرارات الثورية النارية الي لم تجد نفعاً واحدة من الاخطاء التي تكرر تلك القوى ارتكابها في حق الوطن والمواطن وليدرك الجميع ان المحيط الاقليمي والدولي يدرك أن تلك الافعال من باب العبثية وسوء النية لدى بعض تلك القوى ولذلك نكرر النداء إلى الكافة إلى ضرورة الانشغال بالمهام الوطنية الكبرى المتعلق بإعادة بناء الدولة اليمنية الواحد والموحدة بإذن الله.