اختلط الحابل بالنابل في هذا الوطن المعجون بالكثير من الفوضى والقليل من العقلانية.. فالكل أصبح يدّعي ثوريّته.. والغالبية يعتقدون الصواب فيما يفعلون هم فقط مصادرين جُهد غيرهم، تسفيهاً واستخفافاً بأيّ اجتهاد. هذا الفعل اللا إنساني يدفع باتجاه الكوارث غير المحمودة.. ويمضي بالوطن إلى المزيد من التقزّم والخذلان لأحلامه العظيمة التي أصبحت رهن المكاييل غير المنطقية.. وأضحت الجهود المتناثرة محطّ تندّر من البسطاء. والبسطاء رغم محدودية معرفتهم بما يدور في الكواليس والأزقة السياسية.. لكنهم أكثر إلماماً بواقعهم.. وأكثر معرفةً بأوجاعهم وماذا يريدون من الغد وممن يتحدث باسمهم؟، وأصبحوا أكثر درايةً بصدق من يخدمهم وبكذب من يحاول الإلتفاف على مصير مستقبلهم المفزع إن لم يُراجع نشطاء السياسة أجندة عملهم وفق مصلحة الوطن. وأعتقد أننا في هذه الفترة المنطلقة من تأريخ اليمن إن لم يستعد الساسة ثقتهم بمجتمعهم فلن يستعيدوها في وقت آخر .. لأننا قادمون على مرحلةٍ شديدة الحساسية تتطلّب جهداً أكبر من القادة والمواطنين، للوصول إلى طريقٍ آمنٍ يليق بهذا الوطن.