مفارقاتٌ عجيبة تشهدها المرحلة الآنيّة للوطن العربيّ .. أقلّ ما فيها أنها مُزرية.. ولا حدود لمتاهة أكثرها. اختلطَ الحابل بالنابل.. حتى غدا المواطن البسيط في الشعوب المُنهكة أشبه ما يكون بطائرٍ أخذه الغرباء من دائرة تحليقه ووضعوه بدائرةٍ بعيدة وأطلقوه.. فهو حُرّ في تحليقهِ لكنه لن يهتدي بسهولةٍ لموطنه الحقيقي ووجهته الصائبة. أوجاعٌ تترى يحار فيها الحليم.. ويجوب آفاقها السفيه دون هويّةٍ يستند إليها غير هويّة الشر والفتك بالآخر لتعزيز مصلحته الفردية والفئوية. هذه الأوجاع يحسبها المُتحمّس خلاصاً.. ويفقهها المُتأنّي فتناً متكوّمة يحتاج للمزيد من التدبر والتفكّر ليتوازن عقله مع معطياتها.. ويهتدي قلبه للطريق الآمن تجاوزاً من ازدياد نكبة.. وخروجاً بأقلّ الخسائر المُمكنة. ومع ذلك.. يظلّ بصيص الأمل فنار حقيقة تحجبها سطوة الأمواج.. وتواريها نكبة العتمة.. وتفقدها بوصلة الوصول في خضمّ الحذر والخوف.. واللون القاني ذي الرائحة الكريهة مهما مجّدها البسطاء.. رائحة الموت. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك