أقيم صباح الخميس المنصرم حفل تكريمي مهيب بقاعة الاحتفالات الكبرى بفندق «ميركيور» في محافظة عدن بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل فقيد الوطن الفنان الكبير والقدير محمد مرشد ناجي أقامته ونظمته قناة عدن الفضائية، والمتميزة بالعديد من مختاراتها وبرامجها الهادفة والشيقة في آنٍ واحد.. فأحسنت صنعاً وجمالاً بهذه المبادرة الأولى التي تختطها لتعتبر سبّاقة بهذا المضمار المشرّف في إعطاء كل ذي حق حقه من الأدباء والفنانين والمثقفين، وبحيث لا نجد أنفسنا وقد نسينا أو تناسينا رواد هذا الوطن الذين أناروا لهذا الوطن لجج الظلمات وفجّروا الطاقات الكامنة في أعماق الجماهير.. وبالرغم من أن نور الكهرباء قد فوّت عليّ فرصة متابعة وقائع حفل التكريم إلا أنني قد حظيت بقدر يسمح لي بما فيه الكفاية من الإلمام بفقرات الحفل من خلال وسائل الاتصال الكبير والمتوفر وبحيث أنني قد تمكنت من المتابعة عند بدء عريف الحفل، مذيع القناة يعلن عن انتقال الميكرفون لعريف آخر هو الأخ عبدالله باكدادة الأمر الذي كانت كلمات المتحدثين قد أغنت المناسبة وصاحب المناسبة. تعود معرفتي بالمرشدي وصوته الذهبي الشجي إلى منتصف خمسينيات القرن المنصرم وإلى عدن الصغرى وهي تشهد الآن الحفر والهدم والبناء والتشييد تقيم مصافي عدن الصغرى من قبل الشركات المختلفة وبعبارة أدق كانت تلك الشركات تستوفي وتستكمل مالم يتم إكماله من الأعمال حيث وأن بداية العمل قد كانت قبل عامين.. وكان الجو في مدينة عدن بوجه عام مشحوناً حتى العظم بالأحداث السياسية من مظاهرات وإضرابات وهتافات مدوية وكن ثمة مناسبة هامة تتصل بما يجري من أحداث بأرض وادي النيل وما أكثرها من مناسبات آنذاك من مقاطعة شحن البواخر الغربية كرد فعل لموقفهم المعادي للباخرة المصرية «كليوباترا» ثم عدوانهم الغادر على مدينة «بور سعيد» أي عدوان بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على بور سعيد بهذه الأيام الملتهبة نظمت نقابة عمال المصافي حفلاً فنياً باهراً يحييه الفنان محمد مرشد ناجي، فكانت معظم أغانيه أغاني وطنية وقومية وكانت من بين ماقدّم رحمة الله عليه أغنية، أمانة عليك أمانة يامسافر بور سعيد.. وكان يومذاك على ما أذكر موظفاً مبتدئاً بشركة بي بي. وبالرغم من إنه جديد على الساحة الفنية إلا أن أداءه وغناءه كان قد ألهب حماس الحضور وشد إعجابهم شداً كبيراً ومن ثمة أخذ يجد ويجتهد ويعتلي السلم حتى وصل إلى ما وصل إليه.. الرحمة والغفران لهذا الفنان العظيم وتحية إجلال لكل من يجل ويحترم شعبه وأمته وإعطاء الآخرين حقوقهم في كل الأمور والأشياء. استدرلاك لابد منه.. لعلم القارئ العزيز إن مسئولي نقابة المصافي يومذاك وأعني أبرزهم: وممن دعا ونظّم تلك الأمسية الغنائية هما: عبدالله علي عبيد وعبدالله أو علي القاضي رحمة الله عليهم جميعاً.