علينا أن نكون مع مسألة استعادة الدولة، وأن يكون اليمني مواطناً له خياراته السلمية الحرة لا أن يتكرس باعتباره مجرد كتلة مستلبة لحمل السلاح، كتلة تتأرجح بين تجاذبات المتصارعين المذهبيين والقبليين بلا إرادة سياسية أو حتى وطنية، كتلة تسبح بحمد السيد أو الشيخ، لا أن يتجذر بنظر تلك العصابات والجماعات باعتباره اليمني المارق عن الدين والانتماء الإنساني ويستحق التغييب عن العصر أو التشنيع و الإبادة بكل سهولة. ببساطة كنت دائماً وسأظل مع إنقاذ الشخصية الوطنية، وضد التطلعات الاستبدادية النابعة من أي قوى، مع اليمن الكبير وضد استمرار هوية المشاريع الصغيرة التي لم تعد لائقة بالعصر الحديث، ضد المناطقية ومعوقات القبيلة للانتقال المدني، ومع أن تحترم كل الجماعات الدينية بمختلف تنوعها فكرة الدولة، تماماً كما أنني ضد التكفير والإرهاب أو تحويل الاصطفائية لآل البيت كعقيدة رثة ومغلقة ديمقراطياً . ذلك أن الخطر الذي نخشاه أن يتحول الصراع إلى صراع عنصري، وعلينا أن لا نقود إلى مباركة اضمحلال السياسة وتصدر العنف على الإطلاق. ثم أن الوعود المجردة وحدها لا تكفي، كما أن استمرار التمترسات بضراوة خلف أفكار وتصورات وآليات محددة في إدارة الدولة والمجتمع لابد أن يفاقم من اندلاع المخاوف الوطنية الكبرى.. [email protected]